من ماركو جوريتسا
بوتشا (أوكرانيا) (رويترز) - قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين إنه أصبح من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا بعد أن علمت بحجم الفظائع المزعومة التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها.
كان زيلينسكي يتحدث على التلفزيون الوطني من بلدة بوتشا في منطقة كييف حيث جرى العثور على جثث مقيدة لأشخاص أطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة، ومقبرة جماعية وغيرها من الدلائل على تنفيذ عمليات إعدام في الأراضي التي تمت استعادتها من قبضة القوات الروسية.
ونفى الكرملين أي اتهامات تتعلق بقتل مدنيين في بوتشا.
وقال زيلينسكي الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص بينما أحاط به جنود "هذه جرائم حرب وسيعترف العالم بأنها إبادة جماعية".
وتابع "من الصعب جدا التحدث عندما ترون ما فعلوه هنا... كلما أطالت روسيا الاتحادية أمد الاجتماعات كان الأمر أسوأ بالنسبة لهم وبالنسبة لهذا الوضع ولهذه الحرب".
ومضى يقول "نعرف آلاف الأشخاص الذين قتلوا وعذبوا.. أطراف مقطوعة ونساء مغتصبة وأطفال قتلوا".
وبعد أن تحدث زيلينسكي اصطحب مسؤولون أوكرانيون الصحفيين إلى قبو ما قالوا إنه كان مقر إقامة صيفيا للأطفال، وأطلعوهم على جثث خمسة رجال قُيدت أيديهم خلف ظهورهم.
وقال المسؤولون إن جنود الاحتلال الروسي قتلوا الرجال الخمسة، الذين كانوا يرتدون الزي المدني، قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية البلدة.
وقال مستشار وزارة الداخلية أنطون هيراشتشنكو "تم إطلاق النار عليهم في الرأس أو الصدر. تم تعذيبهم قبل قتلهم... الآن نحقق في هذا الشيء ونريه للصحافة العالمية".
وذكر أن الجنود الروس أقاموا معسكرا داخل المبنى وأقاموا فيه ثلاثة أسابيع.
ولم يتسن لرويترز التحقق من روايته.
وقال نائب رئيس بلدية بوتشا أمس الأحد إن 50 من السكان راحوا ضحية أعمال قتل خارج نطاق القانون نفذتها القوات الروسية.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير شباط فيما تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح جارتها واستئصال النازية فيها. وتقول أوكرانيا إنها ضحية غزو لا مبرر له.
ونفى الكرملين بشكل قاطع يوم الاثنين أي اتهامات تتصل بقتل مدنيين في بوتشا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لا بد من طرح تساؤلات جادة بشأن هذه المعلومات... من واقع ما رأيناه حدد خبراؤنا دلائل على عمليات تزييف مقاطع مصورة واختلاقات أخرى".
ويبدو أن صور الدمار والقتلى المدنيين ستدفع الولايات المتحدة وأوروبا إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا في الوقت الذي يشير فيه المسؤولون إلى احتمال فرض قيود على صادرات الطاقة الروسية.
(إعداد محمد عبد اللاه وسها جادو للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)