من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - علقت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب تقارير عن "انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان" على يد القوات الروسية في أوكرانيا.
التحرك الذي قادته الولايات المتحدة نال تأييد 93 دولة ومعارضة 24 وامتناع 58 عن التصويت. وكان تمرير القرار يحتاج موافقة ثلثي أعضاء الجمعية البالغ عددهم 193 دولة مع عدم الاعتداد بالممتنعين عن التصويت.
ويتشكل مجلس حقوق الإنسان الذي يتخذ من جنيف مقرا من 47 عضوا.
وتعليق العضوية إجراء نادر الحدوث. وفي عام 2011 تم تعليق عضوية ليبيا بسبب عنف القوات الموالية لمعمر القذافي ضد المتظاهرين.
وهذا ثالث قرار تتبناه الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ غزو روسيا لجارتها أوكرانيا في 24 فبراير شباط. وأيد القراران السابقان للتنديد بروسيا 141 عضوا و140 عضوا.
ويبدي القرار الذي تم تبنيه يوم الخميس "القلق البالغ إزاء أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا" لا سيما إزاء تقارير عن ارتكاب روسيا لانتهاكات حقوقية.
وتقول موسكو إنها تنفذ "عملية خاصة" تهدف لتدمير البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وتنفي مهاجمة المدنيين.
وحذرت روسيا الدول من أن التصويت بنعم أو الامتناع عن التصويت سيعتبر "بادرة غير ودية" لها عواقب على العلاقات الثنائية، وفقا لمذكرة اطلعت عليها رويترز.
* الضغط على الزناد
وروسيا في العام الثاني من ولاية مدتها ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان، والذي لا يمكنه اتخاذ قرارات ملزمة قانونا. ومع ذلك فإن قرارات المجلس تبعث برسائل سياسية مهمة ويمكنه أن يفوض بإجراء تحقيقات.
وموسكو واحدة من الدول الأعلى صوتا في المجلس ويقول مسؤولون إن تعليق عضويتها سيحرمها من التحدث والتصويت لكن سيظل بوسع دبلوماسييها حضور المناقشات.
وقال دبلوماسي مقيم في جنيف "سيحاولون في الأغلب الاستمرار في التأثير على المجلس من خلال وكلاء".
وفي الشهر الماضي فتح المجلس تحقيقا في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا، بما في ذلك جرائم حرب محتملة، منذ هجوم روسيا.
وقال السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا قبل التصويت إن مساندة القرار "سينقذ مجلس حقوق الإنسان والكثير من الأرواح حول العالم وفي أوكرانيا" لكن رفضه "ضغط على الزناد، ومعناه نقطة حمراء على الشاشة - حمراء مثل دم الأرواح البريئة التي تزهق".
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة جينادي كوزمين إن هذا ليس وقت "العروض المسرحية" واتهم الدول الغربية وحلفاءها بمحاولة "تدمير هيكل حقوق الإنسان الحالي".
وقال كوزمين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل التصويت للدفاع عن سجل روسيا كعضو بمجلس حقوق الإنسان "نرفض المزاعم الكاذبة ضدنا القائمة على أحداث ملفقة وأكاذيب يجري تداولها على نطاق واسع".
(إعداد مصطفى صالح وسامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)