🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب قضية سياسية وليست جوهرية لأمريكا وإيران

تم النشر 11/04/2022, 15:28
محدث 11/04/2022, 15:31
© Reuters. العلم الإيراني يرفرف أمام مبنى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في صورة من أرشيف رويترز.

من أرشد محمد وباريسا حافظي

(رويترز) - يقول محللون إن واحدة من العقبات الأخيرة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وهي طلب طهران رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية، تعد قضية سياسية أكثر من كونها جوهرية.

فبينما بدا الجانبان على شفا إحياء الاتفاق قبل شهر، توقفت المحادثات منذ ذلك الحين بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وعيد النوروز والمسألة التي لم تحل بشأن ما إذا كانت واشنطن سترفع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

ودخلت الولايات المتحدة وإيران في محادثات متقطعة وغير مباشرة لأكثر من عام بشأن إحياء اتفاق 2015 الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وقال أحد المصادر إن الولايات المتحدة تدرس إسقاط هذا التصنيف مقابل نوع من الالتزام من جانب إيران بكبح أنشطة الحرس الثوري.

ومع ذلك، يدرك البيت الأبيض جيدا "الحساسية السياسية والتكلفة المرتبطة" برفع قوة النخبة من القائمة، وفقا لدينيس روس المفاوض الأمريكي الذي عمل طويلا في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن بعض الديمقراطيين يعارضون رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وأضاف روس "هناك تردد من الجانب السياسي في البيت الأبيض".

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن الرئيس جو بايدن لم يكن ينوي رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، حسبما أفاد ديفيد إجناشوس كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة.

وردا على سؤال حول هذا التقرير، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن "لن نتفاوض علنا. ما زالت هناك ثغرات".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "المسؤولية تقع على عاتق إيران بالفعل في هذه المرحلة، لا سيما فيما يتعلق بهذه القضية".

* تأثير اقتصادي بسيط

عندما صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية عام 2019، كانت هذه أول مرة تضع فيها واشنطن جزءا من جيش دولة أخرى في القائمة السوداء، وكان يُنظر إلى هذا التحرك من قبل البعض باعتباره أقراصا سامة تجعل من الصعب إحياء الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس ترامب عام 2018.

ويقول منتقدو رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة، وكذلك أولئك المنفتحون على الفكرة، إن القيام بذلك سيكون له تأثير اقتصادي ضئيل لأن العقوبات الأمريكية الأخرى تجبر الجهات الأجنبية على نبذ هذه الجماعة.

وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه "إنه تقييم على مستوى الإدارة بأنه لن يكون له تأثير كبير، إن وُجد".

ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الحرس الثوري الإيراني سيظل تحت طائلة العقوبات باعتباره "منظمة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص" في قائمة أمريكية منفصلة تم إنشاؤها بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

ويسيطر الحرس الثوري الإيراني، وهو فصيل سياسي قوي في إيران، على إمبراطورية تجارية بالإضافة إلى قوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهابية عالمية.

واستشهدت مصادر إيرانية بأسباب متعددة وراء رغبتها في إلغاء هذا التصنيف، ويشمل ذلك السياسة الداخلية ورغبة فريق الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في إظهار أن بإمكانه تأمين صفقة أفضل من سلفه حسن روحاني.

وقال دبلوماسي إيراني كبير طلب عدم الكشف عن اسمه "إنها في الأغلب مسألة كرامة للمؤسسة والمفاوضين الإيرانيين".

وأضاف مسؤول إيراني كبير سابق مطلع على المحادثات "أصر الفريق الجديد منذ البداية على قضية المنظمة الإرهابية الأجنبية وسيعتبرها إنجازا كبيرا إذا تم رفع تلك العقوبات. هذا الأمر بشكل أساسي للاستخدام المحلي لأنهم انتقدوا صفقة روحاني عام 2015 ولا يمكنهم إعادة إحيائها فحسب".

وقال دبلوماسي إيراني آخر إن إيران رفضت فكرة رفع التصنيف عن الحرس الثوري الإيراني ككل مع الإبقاء عليه بالنسبة لفيلق القدس التابع للحركة.

- التساهل في التعامل مع الإرهاب؟

مع أن المسؤولين الأمريكيين يكرهون الاعتراف بذلك، فإن القضية الرئيسية في واشنطن سياسية أيضا. فالجمهوريون يجادلون بأن إسقاط تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" عن الحرس الثوري سيُظهر أن إدارة بايدن متساهلة في التعامل مع الإرهاب، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الأمريكيون.

ووصف مايكل ماكول، وهو أبرز نائب جمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الحرس الثوري الأسبوع الماضي بأنه "آلة قتل" تهدد الأمريكيين وشدد على التكلفة السياسية للبيت الأبيض.

وقال "سيؤدي ذلك إلى تقسيم الحزب الديمقراطي إلى نصفين بشأن هذا الأمر، إن لم يكن أكثر".

وعبر بعض الديمقراطيين عن مخاوفهم، على الرغم من أن هناك فرصة ضئيلة في أن يعرقل الكونجرس إحياء الاتفاق النووي.

وقال النائب الأمريكي جوش جوتهايمر، وهو ديمقراطي من نيوجيرزي، الأسبوع الماضي "لا يمكننا المقامرة بحياة الأمريكيين وإلغاء... تصنيف منظمة إرهابية أجنبية".

وحتى المنتقدون يعترفون بأن رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة لن يكون له سوى القليل من الآثار العملية.

وقال ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية أجنبية أضاف سلطتين فقط هما: السماح للحكومة الأمريكية بمنع دخول أي شخص مرتبط به وفرض عقوبات جنائية على أولئك الذين قدموا له عن قصد "دعما ماديا".

© Reuters. العلم الإيراني يرفرف أمام مبنى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في صورة من أرشيف رويترز.

وفي تحليل في الآونة الأخيرة، قال ليفيت إن إيران ستستخدم رفع الحرس الثوري من القائمة لكي تؤكد عدم مشاركتها في أي أنشطة إرهابية، وإن إسقاط هذا التصنيف سيقوض مصداقية العقوبات الأمريكية.

وكتب "لا ينبغي رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية إلى أن يتوفر دليل على أنه أوقف الأنشطة الإرهابية".

(إعداد أحمد ماهر للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.