🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مركز صناعي في شمال سوريا يأمل في قيادة التعافي من تبعات الحرب

تم النشر 11/04/2022, 16:52
محدث 11/04/2022, 16:54
© Reuters. عمال في مصنع للمعادن في المنطقة صناعية بمدينة الباب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا يوم الأحد. تصوير: خليل العشاوي - رويترز.
USD/TRY
-
DX
-

من خليل عشاوي

الباب (سوريا) (رويترز) - في منطقة صناعية بمدينة الباب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا، ينتج معمل صهر المعادن الذي يملكه أبو عمر الشهابي قضبانا حديدية يقول إنها قادرة على منافسة أي منتج داخل سوريا وخارجها.

وتمثل المنطقة الصناعية مركز أعمال لم يكن في الحسبان. فهي تقع على أطراف مدينة كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في السابق، وأصبحت الآن بين جدار حدودي تركي في الشمال وخط مواجهة مع القوات الحكومية السورية في الجنوب.

لكن المنطقة، وهي واحدة من خمس على نفس الغرار في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا، لها أهمية كبيرة في جهود تطوير اقتصاد لحق به الدمار خلال الصراع السوري المستمر منذ 11 عاما.

وقد يجلب النجاح الوظائف والفرص التي تشتد الحاجة إليها، بعد ست سنوات من طرد القوات التركية والمقاتلين السوريين تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة ومنع الأكراد من ملء الفراغ.

وتأمل تركيا أن يشجع الاستقرار بعضا من 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم حاليا على العودة عبر الحدود إلى سوريا.

وقال الشهابي إن الأجور المنخفضة في شمال سوريا ووفرة الخردة المعدنية بعد سنوات الحرب توفر مزايا كبيرة لمعمل صهر الحديد الذي يمتلكه.

وأضاف الرجل، الذي يبيع منتجاته بشكل أساسي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وكذلك في تركيا "في مجال ننافس تركيا يعني او سمحولنا ندخل منتجاتنا لتركيا فينا ننافس بسبب رخص الأيدي العاملة ووجود الخام اللي بتركيا غالي بتركيا غالي كتير نحنا بسبب مخلفات الحرب عنا كتير خردة والعمال أجورهم رخيصة وإنشاء معمل بالمقارنة مع تركيا أقل كلفة".

وأُقيمت المنطقة الصناعية، التي تضم نحو 30 مصنعا وورشة، قبل أربع سنوات على الطريق الشمالي من الباب بدعم من تركيا.

وتسلط لافتة على الطريق الذي يقسم المنطقة مكتوبة باللغتين العربية والتركية الضوء على نفوذ أنقرة المستمر منذ توغلها العسكري في 2016. وتستخدم الليرة التركية على نطاق واسع في المنطقة ويساعد المسؤولون الأتراك في إدارة المدارس والمستشفيات.

* الاعتماد على الذات

قال رجل الأعمال عمر واكي، مدير المدينة الصناعية في الباب والذي أسس المشروع، إن المصانع في المنطقة تنتج مجموعة من السلع ومن بينها قضبان الحديد المستخدمة في البناء والأحذية والملابس والحُصر والمياه المعدنية والطحينة.

وأضاف "أكبر مشجع للعمل هو تكلفة قليلة واليد العاملة كتير رخيصة".

ومضى قائلا "متوسط دخل الفرد ع متوسط الأجرة العاملة بتركيا 400 دولار (شهريا) بينما هون 100 دولار".

وكان شمال سوريا، وخصوصا حلب التي تبعد 30 كيلومترا فقط إلى الجنوب الغربي من الباب، مركزا للأعمال في سوريا قبل 2011، عندما تصاعدت الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد لتتحول إلى حرب أهلية، مما دفع الكثير من الشركات والأعمال لعبور الحدود إلى تركيا.

وتُباع معظم المنتجات في منطقة الباب داخل المناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة، إلا أن بعضها يصل إلى أسواق أبعد عبر خطوط المواجهة أو عبر الحدود.

وعلى الرغم من تكاليف العمالة الرخيصة، تواجه الشركات في المنطقة الصناعية تحديات كبيرة. وما زالت المنطقة عرضة لهجمات محتملة من القوات الحكومية، بينما تعرقل وسائل النقل الضعيفة وارتفاع تكاليف الكهرباء أي محاولات للتوسع.

ولا يساوي معمل الشهابي أكثر من جزء بسيط من حجم أعماله قبل الحرب. كان عدد العمال فيه 150 قبل قصفه في غارة جوية في 2012. والآن يعمل به 25 عاملا فقط، وانخفض الإنتاج بنسبة 90 بالمئة تقريبا.

وأنشأ عبد الخالق طحبش مصنعا لإنتاج الحُصر بعد فراره من القصف في إدلب. وعلى الرغم من الشكاوى المتعلقة بتكاليف الكهرباء وعقبات البيع في الخارج، يقول طحبش إنه سعيد بوجوده في الباب.

ويضيف أنه يفضل العمل في سوريا عن غيرها. ومضى قائلا "بتركيا بدك رأسمال كبير إذا واحد ما كان قوي ما بيقدر يشتغل بتركيا.. هون بلدي وعنا زبونات وتجار بس بدنا الله يفرجها وتفتح الطرقات".

© Reuters. عمال في مصنع للمعادن في المنطقة صناعية بمدينة الباب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا يوم الأحد. تصوير: خليل العشاوي - رويترز.

وقال واكي إن الأمن في شمال غرب البلاد يتحسن، مما يجذب المزيد من الناس للاستثمار، بما في ذلك ثلاث شركات تركية. وأضاف أنه بينما ما زالت الأعمال في منطقة الباب متواضعة، إلا أن الصورة تكشف مدى قدرة الأعمال السورية على التكيف مع الظروف.

وتابع "بدلا من الاستيراد من الصين أو تركيا، يمكننا أن نصنعها بأنفسنا. نحن نعتمد على أنفسنا".

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد ماهر)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.