🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

امريكا على استعداد لمساعدة العبادي وايران ترحب باختياره

تم النشر 12/08/2014, 20:04
امريكا على استعداد لمساعدة العبادي وايران ترحب باختياره

من مايكل جورجي واحمد رشيد

بغداد (رويترز) - حصل رئيس الوزراء العراقي المكلف على دعم سريع من الولايات المتحدة وايران يوم الثلاثاء في حين دعا الساسة العراقيين لانهاء خلافاتهم التي سمحت لمسلحين بالسيطرة على ثلث البلاد.

ولكن حيدر العبادي لا يزال مهددا من الداخل حيث رفض نوري المالكي التخلي عن منصب رئيس الوزراء الذي شغله على مدى ثمانية اعوام شهدت تهميشا للأقلية السنية واغضب خلالها واشنطن وطهران.

غير ان ميليشيات شيعية وقادة في الجيش ظلوا لفترة طويلة موالين للمالكي عبروا عن دعمهم للتغيير كما عبر عن ذلك كثير من الناس في شوارع بغداد وسط رغبة قوية في انهاء المخاوف من انزلاق جديد الى اقتتال طائفي وعرقي.

ورحبت الجارتان السنيتان تركيا والسعودية ايضا بتعيين العبادي.

وقال بيان من مكتب المالكي إنه اجتمع مع مسؤولين امنيين كبار وقادة الجيش والشرطة لحثهم على عدم التدخل في الأزمة السياسية.

وقتل 17 شخصا على الاقل في انفجار سيارتين ملغومتين في منطقتين شيعيتين في بغداد وهي هجمات من النوع الذي اصبح معتادا بصورة متزايدة في الشهور القليلة الماضية.

وفي حين تدرس قوى غربية ووكالات إغاثة دولية تقديم المزيد من المساعدات لعشرات الآلاف من المواطنين الين فروا من ديارهم جراء تهديد تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود السورية قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري إن بلاده ستدرس تقديم مساعدات عسكرية وغيرها حين يشكل العبادي حكومة توحد الصفوف في البلاد.

وفيما يعكس التقاء مصالح واشنطن وطهران في العراق رغم عدائهما هنأ مسؤولون ايرانيون كبار العبادي على تعيينه بعد ثلاثة شهور من انتخابات برلمانية خرجت منها كتلة المالكي كأكبر كتلة في البرلمان.

ونقل عن ممثل الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي في مجلس الأمن القومي الأعلى قوله "جمهورية ايران الاسلامية تدعم العملية القانونية التي مضت في طريقها فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد."

واضاف "ايران تدعم عراقا آمنا متكاملا متماسكا."

وينظر للعبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا على أنه شخصية أقل استقطابا وميلا للطائفية مقارنة بالمالكي الذي ينتمي مثله لحزب الدعوة الإسلامية الشيعي. ويبدو ان العبادي يحظى بدعم من رجال الدين الشيعة وهم قوة كبيرة في البلاد منذ اطاحت القوات الأمريكية بصدام حسين في 2003.

وقال التلفزيون العراقي الحكومي إن العبادي دعا جميع القوي السياسية التي تؤمن بالدستور والديمقراطية لتوحيد جهودها وصفوفها للتصدي التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق.

وقال سياسي مقرب من العبادي لرويترز إن رئيس الورزاء المكلف بدأ الاتصال بقادة جماعات رئيسية لاستطلاع رأيهم بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم أعرب عن أمله يوم الاثنين في ان ينجح العبادي في تشكيل الحكومة في غضون شهر.

ورفض المالكي بغضب يوم الاثنين تكليف العبادي ووصفه بانه غير دستوري ولكن لم تظهر اي بوادر معارضة يوم الثلاثاء.

ودعا بيان لميليشيا عصائب الحق الشيعية المهمة التي أيدت المالكي وعززت الجيش العراقي حين انسحب من الشمال في يونيو حزيران الى وضع حد للجدل القانوني من النوع الذي يستخدمه المالكي لتبرير بقائه في السلطة وحث كل الأطراف على ضبط النفس.

وقال إن الزعماء يجب ان يعطوا اولوية للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة وان يحترموا ارشادات الزعماء الدينيين في اشارة ما أوضحه آية الله العظمى علي السيستاني من أنه يؤيد ابعاد المالكي لعلاج الازمة الوطنية.

*عرض امريكي

وفي حين حرص المسؤولون الامريكيون على ألا يبدوا كمن يفرض قيادة جديدة على العراق بعد ثلاثة اعوام من رحيل القوات الامريكية سارع الرئيس الامريكي بالترحيب بترشيح العبادي. واستغل تنظيم الدولة الاسلامية التشاحن بشأن الحكومة الجديدة منذ انتخب العراقيون برلمانا جديدا في ابريل نيسان ليستولي على مساحات كبيرة في الشمال والغرب.

وارسل اوباما مئات من المستشارين العسكريين الامريكيين للعراق وأمر بشن غارات جوية الاسبوع الماضي بعد ان حقق المسلحون انتصارات مهمة أمام قوات البشمركة التابعة لمنطقة كردستان شبه المستقلة الحليفة لسلطات بغداد.

وقال البيت الابيض إن رئيس منطقة كردستان مسعود البرزاني أبلغ نائب الرئيس الامريكي جو بايدن أنه سيعمل مع العبادي.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الاكراد يتلقون مساعدات عسكرية مباشرة وإن الطائرات الامريكية والبريطانية اسقطت المواد الغذائية وامدادات اخرى على مدنيين فارين بما في ذلك اليزيديون الذين لجأوا لجبال نائية. وقالت الأمم المتحدة يوم إن ما بين 20 ألفا و30 ألفا من اليزيديين ربما ما زالوا يلوذون بمنطقة قاحلة على جبل سنجار.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون دول العالم الى عمل المزيد من اجل اليزيديين وغيرهم من المدنيين الفارين من عنف المتشددين في العراق وقال ان وضعهم "مروع".

وحذر كيري المالكي يوم الاثنين من اللجوء للقوة للتشبث بالسلطة وصرح يوم الثلاثاء بأن العبادي قد يحصل على المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية.

وقال في مؤتمر صحفي في استراليا "نحن على استعداد لدراسة اختيارات سياسية واقتصادية وأمنية إضافية فيما يبدأ العراق تشكيل حكومة جديدة" مؤكدا ان واشنطن لن ترسل قوات قتالية للعراق.

وأضاف كيري "أفضل سبيل لتحقيق الاستقرار في العراق تشكيل حكومة تضم جميع الطوائف وتجمع الاطراف الساخطة على نفس المائدة والعمل معها من أجل ضمان الوصول لقدر من المشاركة في السلطة وأخذ القرار بما يمنح المواطنين الثقة بان الحكومة تمثل جميع مصالحهم."

*بغداد أهدأ

ولم يتضح مدى الدعم الذي يحظى به المالكي الذي لا يزال يرأس حكومة لتسيير الاعمال ما يساعده على عرقلة تشكيل حكومة جديدة. وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز إن المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية في العاصمة خفت مع تقليص قوات الجيش والشرطة لوجودها في الشوارع.

وتابع "ساد بغداد توتر شديد أمس. ولكن القادة العسكريين الكبار اتصلوا فيما بعد بالرئيس وابدوا دعمهم له وليس للمالكي."

وفي الاحياء الشيعية والسنية على السواء في بغداد تحدث كثير من الناس عن احساس بالارتياح والأمل الحذر في حدوث تغيير.

وقالت أم عقيل (68 عاما) وهي تسير في حي كرادة التجاري "انا سعيدة أن المالكي لن يكون رئيسا للوزراء مرة أخرى. أنا اكرهه.. لقد قتل اولادي وكسر قلبي."

وقالت إن اثنين من ابنائها قتلا في العنف على مدى العام المنصرم كان احدهما جنديا في الشمال وقتل في مايو آيار. وأضافت "المالكي لا يعرف سوى لغة الحرب ولا يؤمن أبدا بالسلام.. تماما مثل صدام... حين سمعت امس أنه خرج احسست أن الله اقام العدل.. وأن ولدي الحبيبين اللذين قتلا بسببه سيرقدان في سلام."

لكن في حين كانت ام عقيل توزع الحلوى على المارة في الحي الذي يغلب عليه الشيعة للتعبير عن فرحتها نهرها مرتضى الوالي وهو أحد السكان قائلا ان من الخطأ ان تحتفل.

وقال "قريبا ستندمون جميعا على رحيل المالكي." واضاف "هو الذي بنى جيشا قويا. سيتمزق العراق بعد المالكي وسنخسر المعركة مع الارهابيين. سيدفع الشيعة ثمنا غاليا لفقدان المالكي. فقط انتظروا وسترون."

وفي حي الاعظمية الذي يغلب عليه السنة حيث عبر كثير من الناس طويلا عن استيائهم مما يرونه تصميما من المالكي على إبعاد السنة عن مراكز النفوذ قال خالد سعد وهو صاحب مقهى إنه يأمل ان يتعلم العبادي الدرس من الماضي بأن يحافظ على مسافة بينه وبين ايران وان يدع السنة يعيشون في سلام.

© Reuters. امريكا على استعداد لمساعدة العبادي وايران ترحب باختياره

وقال "المالكي عاملنا نحن السنة كغرباء." واضاف "نأمل ان يتعلم العبادي من أخطاء المالكي القاتلة وان ينتشل البلاد من بحر مشاكلها."

(إعداد وتحرير عماد عمر للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.