🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

"انتصار" روسيا في ماريوبول يحطم أحلام المدينة

تم النشر 26/04/2022, 16:38
© Reuters. الدخان يتصاعد من مصنع آزوفستال للحديد والصلب في ماريوبول بأوكرانيا يوم 25 ابريل نيسان 2022. تصوير: ألكسندر إيرموتشينكو - رويترز.
DX
-

كييف (رويترز) - خلال السنوات التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا كانت مدينة ماريوبول الساحلية تشهد تحولا.

تم إنفاق أكثر من 600 مليون دولار على طرق جديدة ومستشفى للأطفال ومتنزهات لتحديث المدينة التي يتحدث أغلب سكانها الروسية وكان ذلك في إطار حملة لإظهار ميزات الحياة في أوكرانيا التي تتجه غربا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014.

قالت ماريا دانيلوفا (24 عاما) التي انتقلت للإقامة في شقة جديدة بالمدينة في أغسطس آب بعد زواجها "كانت حياتنا جميلة وسعيدة".

وتعمل ماريا مثل معظم أفراد أسرتها في شركة (ميتينفيست) العملاقة للصلب التي استثمرت أكثر من ملياري دولار على مصنعيها الضخمين في ماريوبول منذ عام 2014.

وقالت وهي تتذكر نزهات العطلة الأسبوعية مع والديها على شاطئ البحر الذي تم تحديثه "كانت مدينة نامية حرة قدمت لنا كل ما نريد".

والآن بعد شهرين من القصف، صارت المدينة حطاما وتنتشر القبور المؤقتة في شوارعها. وترقد المركبات العسكرية المدمرة بين الأنقاض. ويُعتقد أن الآلاف من السكان قُتلوا.

وماريوبول جائزة استراتيجية لروسيا إذ تعزز وصولها إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو، عبر الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الأوكرانيون المدعومون من روسيا.

لكن شدة الحصار أتلفت قرابة نصف المدينة الصناعية بشكل لا يمكن إصلاحه، على حد قول السلطات المحلية.

وأوقف القتال العمل في مصنعي الصلب بالمدينة اللذين تحول أحدهما إلى معقل أخير للقوات الأوكرانية المحاصرة.

وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف لرويترز "كل ما تم استثماره (في ماريوبول) صار حطاما".

تغيرت ماريوبول من حال إلى حال في عام 2014 مع اندلاع القتال مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا. ولفترة وجيزة سيطر المتمردون عليها، واستعادتها القوات الأوكرانية وكانت أكبر مدينة في منطقة دونباس بشرق البلاد تحت سيطرة كييف.

وفر إلى ماريوبول أكثر من مئة ألف من الأراضي المجاورة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين ليبدأوا حياة جديدة في المدينة وأطلقت السلطات المحلية خطة تحديث المدينة.

وحدثت (ميتينفيست) مصنعيها آزوفستال وإلييتش ستيل. وفي 2020 استكملت الشركة مشروعا لخفض الانبعاثات هناك تقول إنه أحد أكبر المشروعات البيئية في تاريخ أوكرانيا.

* الغزو والدمار

في الساعات الأولى من يوم 24 فبراير شباط شوهد طابور من الدبابات والمركبات العسكرية الروسية يتجه إلى ماريوبول ودوت أصوات الانفجارات في ضواحيها. وكان ذلك إيذانا ببدء الغزو الذي تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" وكانت المدينة على وشك أن تتحول إلى ساحة قتال.

فر السكان أو نزلوا إلى الملاجئ تحت الأرض للإفلات من القصف الذي تسبب بسرعة في وقف خدمات جميع المرافق. وأوقفت ميتينفيست العمل في مصنعيها.

في التاسع من مارس آذار أصابت القنابل عنبر التوليد في مستشفى الأطفال الذي أعيد تحديثه تطبيقا لخطة إعادة البناء. وأودى القصف بحياة ثلاثة أشخاص وأطاح بجزء من واجهة المستشفى.

كانت ماريا دانيلوفا تحتمي بطرقة شقة والديها يوم 13 مارس آذار عندما أصابت قذيفة الطابق الذي يعلوها. وانتقلوا جميعا إلى شقتها في الطابق الذي يليه إلى أسفل لكن بعد ساعات أطاح تأثير ضربة حدثت في مكان قريب بنوافذ غرفة المعيشة ونزع بابها من إطاره.

وبدأت دانيلوفا وزوجها ينامان في طرقة المجمع السكني في درجة حرارة التجمد.

وسرعان ما دخلت القوات الروسية الحي.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

ودمرت أسابيع من القتال والغارات الجوية معالم تاريخية ، بما في ذلك حوض آزوف لبناء السفن ، أقدم الأعمال التجارية في المدينة ، والذي تأسس عام 1886 ، وفقًا لمجلس المدينة.

وفي منتصف مارس آذار ، حوّلت ضربة مباشرة معظم مسرح دونيتسك الإقليمي للدراما الذي بُني في العهد السوفيتي إلى أنقاض ، ودفن مئات المدنيين الذين كانوا يحتمون تحته ، وفقًا للسلطات الأوكرانية. ولم تتمكن رويترز من التحقق من العدد التقديري للقتلى.

© Reuters. الدخان يتصاعد من مصنع آزوفستال للحديد والصلب في ماريوبول بأوكرانيا يوم 25 ابريل نيسان 2022. تصوير: ألكسندر إيرموتشينكو - رويترز.

وفي 21 أبريل نيسان، بعد قرابة شهرين من الحصار، أعلنت روسيا انتصارها في ماريوبول رغم استمرار صمود القوات الأوكرانية المحاصرة في مجمع شاسع تحت الأرض أسفل مصنع آزوفستال للصلب.

وقال رئيس البلدية في مقابلة في نفس اليوم ، مستشهدا بأدلة فوتوغرافية جمعها فريقه ، إن "90 في المئة من البنية التحتية للمدينة دمرت بطريقة أو بأخرى".

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.