من أورهان جوشكون وجوناثان سبايسر وتشان سيزر
إسطنبول (رويترز) - قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إن تركيا لم تغلق الباب أمام انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي لكنها تريد التفاوض مع دول الشمال وتشديد الإجراءات على ما تعتبره أنشطة إرهابية، خاصة في ستوكهولم.
وأبلغ إبراهيم كالين، الذي يشغل أيضا منصب كبير مستشاري الرئيس للسياسة الخارجية، رويترز في مقابلة في إسطنبول "نحن لا نغلق الباب. لكننا نثير هذه القضية بشكل أساسي من باب الأمن القومي لتركيا".
وفاجأ أردوغان أعضاء حلف شمال الأطلسي ودولتي شمال أوروبا بقوله يوم الجمعة إنه لا يمكن لتركيا دعم توسع الحلف لأن فنلندا والسويد "موطن لكثير من المنظمات الإرهابية".
وتحتاج أي دولة تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إلى موافقة أعضاء الحلف العسكري بالإجماع. وتحاول الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى استيضاح موقف أنقرة.
وظلت السويد وفنلندا، أقرب شريك عسكري لها، حتى الآن خارج حلف شمال الأطلسي الذي تأسس عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة. ويشعر البلدان بالقلق من استعداء جارتهما الكبيرة لكن مخاوفهما الأمنية زادت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تسير ستوكهولم على خطى هلسنكي ويمكن أن تتقدم بطلب للانضمام إلى التحالف العسكري المكون من 30 دولة يوم الاثنين.
وقال كالين إن حزب العمال الكردستاني المتشدد، الذي صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يقوم بجمع الأموال والتجنيد في أوروبا ووجوده "قوي ومعترف به" في السويد على وجه الخصوص.
وأضاف كالين "ما يجب القيام به واضح.. عليهم التوقف عن السماح لمنافذ حزب العمال الكردستاني وأنشطته ومنظماته وأفراده... بالوجود في تلك البلدان".
* "وجهة نظر متبادلة"
ساندت تركيا، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، توسع الحلف رسميا منذ انضمامها إلى التكتل الذي تقوده الولايات المتحدة قبل 70 عاما.
وعلى مدى سنوات، وجهت تركيا انتقادات إلى السويد ودول أوروبية أخرى لتعاملها مع المنظمات التي تعتبرها أنقرة إرهابية، بما في ذلك أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن.
وتنص المادة رقم 5 من المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي على أن الهجوم على أي دولة من دول الحلف يجب أن يُنظر إليه على أنه هجوم على الجميع. وفي حين ترتبط السويد وفنلندا بعلاقات وثيقة مع حلف شمال الأطلسي منذ فترة طويلة، فإن الدولتين غير مشمولتين بضمانه الأمني.
وانتقدت تركيا الغزو الروسي وساعدت في تسليح أوكرانيا، وهي ليست من أعضاء حلف شمال الأطلسي، وحاولت تسهيل المحادثات بين الجانبين لكنها تعارض فرض عقوبات على موسكو. وقال كالين إن تركيا تريد من حلف شمال الأطلسي "معالجة مخاوف جميع الأعضاء، وليس بعضها".
وأكد كالين أن انتقاد روسيا الحاد لفنلندا والسويد بشأن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لم يلعب دورا في موقف تركيا.
(إعداد أحمد ماهر للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)