من جابرييلا بورتر
واشنطن (رويترز) - احتج الآلاف من مؤيدي حقوق الإجهاض في أنحاء الولايات المتحدة يوم السبت تعبيرا عن الغضب من احتمال إلغاء المحكمة العليا الأمريكية الحكم في قضية رو ضد ويد التي قننت الإجهاض في جميع أنحاء البلاد.
وجاءت هذه المظاهرات، في مستهل ما يسميه المنظمون "صيف الغضب"، ردا على تسريب مسودة قرار بالمحكمة العليا في الثاني من مايو أيار تُظهر أن الأغلبية المحافظة في المحكمة مستعدة لإلغاء قرار عام 1973 التاريخي الذي أجاز الإجهاض على الصعيد الوطني.
واحتشد المحتجون بأعداد كبيرة في نيويورك والعاصمة واشنطن ولوس انجليس وشيكاجو في مواجهة احتجاجات مضادة لكن بأعداد أقل من المشاركين.
ومن المتوقع صدور الحكم النهائي، الذي قد يمنح الولايات سلطة حظر الإجهاض، في يونيو حزيران. ويمكن لحوالي نصف الولايات الأمريكية حظر الإجهاض أو تقييده بشدة بعد فترة وجيزة من إلغاء الحكم في قضية رو.
كانت الأجواء حماسية في وسط مدينة بروكلين حيث عبر الآلاف من مؤيدي حقوق الإجهاض جسر بروكلين إلى مانهاتن.
وقالت إليزابيث هولتزمان (80 عاما)، التي شاركت بإحدى المسيرات وكانت مثلت نيويورك في الكونجرس بين عامي 1973 و1981، إن مسودة قرار المحكمة العليا المسربة "تعامل النساء كأشياء؛ على أنهن أقل من بشر كاملات الأهلية".
وقالت مالكولم ديسيساري (34 عاما)، وهي ممرضة بإحدى وحدات الرعاية الفائقة شاركت بمسيرة إلى مقر الإدارة في لوس انجليس، إن إنهاء الحق في الإجهاض القانوني ربما يعرض حياة نساء للخطر إذا سعين إلى بدائل غير آمنة.
وبدت الاحتجاجات سلمية بشكل عام لكن شوهد حارس أمن في واشنطن يصطحب بعيدا مشاركا واحدا على الأقل في احتجاج مضاد.
وقالت جماعة طلابية مناهضة للإجهاض إنها تنظم احتجاجات مضادة يوم السبت في تسع مدن منها واشنطن.
ففي احتجاج على حقوق الإجهاض في أتلانتا عاصمة جورجيا، تجمع أكثر من 400 شخص في حديقة صغيرة أمام مبنى الإدارة في الولاية، بينما وقف نحو عشرة آخرين في احتجاج مضاد على رصيف قريب.
ونظمت جماعات مدافعة عن حقوق الإجهاض أكثر من 400 مسيرة بعنوان "ابتعدوا عن أجسادنا" (بان أوف أور باديز) يوم السبت. ومن المقرر أن تنتهي المسيرة في واشنطن عند مبنى المحكمة العليا.
وقال ناشطون إن هذه المسيرات ستكون الأولى من بين العديد من الاحتجاجات المنسقة على قرار المحكمة العليا.
وبدأ عدة آلاف من مؤيدي الإجهاض في التجمع في إحدى حدائق شيكاجو يوم السبت، وكان منهم النائب الأمريكي شون كاستن وابنته أودري البالغة من العمر 15 عاما.
وقال كاستن، الذي تضم دائرته ضواحي شيكاجو الغربية، لرويترز إنه "أمر مروع" أن تنظر المحكمة العليا المحافظة في سحب الحق في الإجهاض "وإجبار النساء على هذا الوضع الأقل شأنا".
ويأمل الديمقراطيون، الذين يسيطرون حاليا على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس، أن يدفع الغضب من قرار المحكمة العليا مرشحي حزبهم للفوز في انتخابات التجديد النصفي التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني.
وتجمع محتجون الأسبوع الماضي أمام منزلي قاضيين بالمحكمة العليا، هما صامويل أليتو وبريت كافينو، اللذين صوتا لصالح إلغاء الحكم في قضية رو ضد ويد، بحسب مسودة القرار المسربة.
وقال القاضي كلارنس توماس في مؤتمر في دالاس يوم الجمعة إن الثقة داخل المحكمة "تلاشت إلى الأبد" بعد هذا التسريب.
وأضاف القاضي المحافظ "عندما تفقد تلك الثقة، خاصة في المؤسسة التي أعمل فيها، فهذا يعني تغير المؤسسة بشكل جذري".
(إعداد أحمد ماهر ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)