من مايا جبيلي
بيروت (رويترز) - غادر بول وتريسي نجار يوم الأحد مركزا للاقتراع في العاصمة اللبنانية بيروت بعد أن أدليا بصوتيهما في مكان لا يبعد سوى كيلومترين تقريبا عن الموقع الذي قتلت فيه طفلتهما في انفجار مرفأ بيروت قبل أقل من عامين.
وصوت الزوجان في الانتخابات البرلمانية وهي الأولى منذ انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس آب 2020 الذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصا من بينهم ابنتهما ألكساندرا التي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
ويلقي كثيرون بمسؤولية الكارثة على إهمال كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين لملف الأمن والسلامة. وركز بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية على محاسبة المسؤولين عن الانفجار الذي اعترى الجمود التحقيقات فيه.
وقال بول، وهو مهندس يبلغ من العمر 37 عاما، وهو يضع كمامة كتب عليها الرابع من أغسطس آب "هذه اللحظة تعني كل شي بالنسبة إللي ولتريسي".
وأضاف لرويترز "بالنسبة لإلنا اليوم، أهم شي هي العدالة كرمال بنتنا... يا اللي واقف بينا اليوم وبين العدالة، هي هذه الانتخابات" وأشار إلى أنه يعتبر أن فوز الأحزاب الحاكمة بالانتخابات يعني أن تلك العدالة لن تتحقق.
كما ترشح في الانتخابات بعض أقارب ضحايا الانفجار.
وكان بول وتريسي وابنتهما في شقتهم في بناية مرتفعة تطل على الميناء عندما انفجرت كمية ضخمة مخزنة من نترات الأمونيا في أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.
كما تشمل قائمة المرشحين للانتخابات يوم الأحد نائبين نافذين وجهت لهما اتهامات فيما يتعلق بالانفجار هما علي حسن خليل وغازي زعيتر وهما مرشحان عن حركة أمل الشيعية. ونفى النائبان ارتكاب أي مخالفات ورفضا حضور جلسات الاستجواب.
وقال بول "هيدا مجلس النترات... وبكل وقاحة عم ينزلوا مرشحين؟ إذا رجعوا، هذا الشي راح يكون مشكلة بالنسبة إلنا".
وقبل فترة وجيزة من الذكرى الأولى لوقوع الانفجار، علمت تريسي أنها حامل. ووضعت في لبنان واصطحبت هي وبول رضيعهما البالغ من العمر ستة أسابيع لمركز الاقتراع.
واقترب منهما ناخبون آخرون لتهنئتهما وعناقهما ولطلب مشورتهما فيمن يصوتون لهم.
وقال الزوجان إن التصويت في المدينة التي ولدت وقتلت فيها ابنتهما يحمل "رمزية كبيرة".
وقالت تريسي" كنت عم فكر بالماضي لما كنا عم نشتغل ونحمس الناس على التصويت... بس باللحظة يا إللي كنت عم انتخب، كنت عم فكّر بيللي ممكن يصير".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير سها جادو)