من ناتاليا زينيتس وجوناثان لانداي
كييف/سلاتاين (أوكرانيا) (رويترز) - تمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموقفه الرافض لانضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي مما ألقى بظلاله على زيارة يقوم بها زعيما البلدين للبيت الأبيض يوم الخميس واللذان تقدما هذا الأسبوع بطلب للانضمام للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت فنلندا والسويد إن غزو روسيا لأوكرانيا دفعهما لطلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي وهو ما يعد تغيرا في سياسات متبعة في الدولتين منذ أجيال آثرت عدم الانحياز العسكري، في خطوة تمثل أكبر تغير في الوضع الأمني في أوروبا منذ عقود.
واستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس في البيت الأبيض رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي سولي نينيستو، مما شكل فرصة لواشنطن لإيضاح أن الغزو الروسي جاء بنتائج عكسية على موسكو إذ تسبب في توسيع محتمل لحلف شمال الأطلسي وهو سبب قالت روسيا إنها تقاتل لوقفه.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان "هذا حدث تاريخي، نقطة تحول للأمن الأوروبي. دولتان لهما تقليد متبع منذ فترة طويلة بالتزام الحياد ستنضمان لأقوى تحالف دفاعي في العالم".
لكن تركيا فاجأت حلفاءها برفض الخطوة واتهام الدولتين بإيواء متشددين أكراد.
وقال أردوغان في مقابلة مع طلبة في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء "سنواصل سياستنا بطريقة حاسمة. أخبرنا الحلفاء أننا سنرفض عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي... الناتو هو حلف أمني ولا يمكن أن نقبل إرهابيين فيه".
وقللت واشنطن حتى الآن من شأن الاعتراضات التركية وقالت إنها تتوقع حل الأمر.
وشهد الأسبوع المنصرم تحقيق روسيا لأكبر انتصار منذ بدء الغزو في فبراير شباط بعد أن أعلنت كييف أنها أمرت كتيبتها في مصنع الصلب في مدينة ماريوبول الساحلية بالاستسلام بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من حصار المدينة.
لكن النتيجة النهائية لأكثر المعارك دموية في أوروبا منذ عقود لم تحسم بعد مع عدم تأكيد مصير مئات المدافعين الأوكرانيين. وقالت موسكو يوم الأربعاء إن 1730 مقاتلا أوكرانيا استسلموا حتى الآن بما شمل 771 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأحجمت أوكرانيا، التي تقول إنها تهدف لتأمين تبادل للأسرى، عن التعليق على عدد من بقوا داخل المصنع أو مصيرهم منذ أن أكدت استسلام ما يزيد قليلا عن 250 في الساعات الأولى التي تلت أمرها للكتيبة هناك بالاستسلام.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها سويسرا، إنها سجلت مئات الأسرى من المصنع تحتجزهم حاليا روسيا لكنها لم تفصح عن رقم محدد.
وقال دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة ماريوبول إن نحو نصف المقاتلين الأوكرانيين لا يزالون في داخل مصنع الصلب حيث وفرت لهم المخابئ والأنفاق تحت المجمع الحماية من القصف الروسي لأسابيع.
وأضاف بوشيلين لمحطة سولوفيوف لايف التلفزيونية عبر الإنترنت "أكثر من النصف غادروا بالفعل أكثر من النصف ألقوا أسلحتهم... دعوهم يستسلموا ودعوهم يعيشوا ودعوهم بأمانة يواجهون الاتهامات عن كل جرائمهم".
وأضاف أن المصابين تلقوا علاجا طبيا بينما من كانوا في صحة جيدة نقلوا لمراكز احتجاز ويعاملون بشكل جيد. ويقول مسؤولون أوكرانيون إنهم لا يمكنهم التعليق علنا على مصير المقاتلين في وقت تجري فيه مفاوضات لتأمينهم.
وتنفي روسيا موافقتها على أي تبادل للأسرى. وينتمي الكثير من المدافعين عن آزوفستال لوحدة أوكرانية تنتمي لليمنين المتطرف هي كتيبة آزوف التي قالت موسكو إن أفرادها نازيون ويجب ملاحقتهم على جرائم ارتكبوها.
* تقدم أوكراني
يأتي نجاح روسيا في ماريوبول بينما تخسر القوات الروسية في مناطق أخرى، إذ تراجعت عن شمال أوكرانيا والمناطق المحيطة بالعاصمة في نهاية مارس آذار وتم دفعها للتقهقر هذا الشهر من محيط خاركيف ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال أوليكسي جروموف، نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان بالقوات المسلحة الأوكرانية، في إفادة عبر الإنترنت إن بلاده استعادت السيطرة على 23 بلدة قرب خاركيف على مدى الأسبوعين المنصرمين.
ودوى يوم الخميس صوت سقوط قذائف مدفعية قرب قرية سلاتاين إلى الشمال من خاركيف.
وقالت القوات الأوكرانية التي تتابع تقدمها إن القتال يدور حول وقرب قرية ديميتيفكا التي قال الجيش الأوكراني إنه استعاد السيطرة عليها في اليوم السابق وهي على بعد نحو 8 كيلومترات فقط من الحدود الروسية.
وفي مؤشر على عودة الحياة لطبيعتها في العاصمة، أعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها هناك يوم الأربعاء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "الشعب الأوكراني... دافع عن وطنه في وجه الغزو الروسي الجائر وبالتالي نتيجة لذلك تحلق النجوم والخطوط مجددا فوق السفارة هناك" في إشارة للعلم الأمريكي.
لكن روسيا مازالت تكثف هجومها الرئيسي باستخدام المدفعية والمدرعات سعيا للسيطرة على مزيد من المناطق في دونباس شرق أوكرانيا والمؤلفة من منطقتي دونيتسك ولوجانسك في عملية تقول موسكو إنها تقوم بها لدعم الانفصاليين هناك.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان يوم الخميس إن هجمات روسيا تركزت على منطقة دونيتسك. وتكبدت القوات الروسية "خسائر كبيرة" في محيط سلوفيانسك شمالي دونيتسك.
وذكرت الشرطة اليوم الخميس أن طفلين قُتلا في مدينة ليمان بدونيتسك في قصف مباشر لمبنى سكني. وأكد سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك المجاورة مقتل أربعة وإصابة ثلاثة في قصف لمدينة سيفيرودونتسك.
وفي روسيا، اتهم حاكم منطقة كورسك الحدودية الروسية القوات الأوكرانية بقصف قرية حدودية في المنطقة الواقعة غرب روسيا فجر اليوم الخميس ما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن القصف عبر الحدود على مدى أسابيع. ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)