كييف (رويترز) - قال قائد كتيبة آزوف الأوكرانية في تسجيل مصور نُشر يوم الجمعة إنه تم إجلاء المدنيين والمقاتلين المصابين بجروح خطيرة من مصنع آزوفستال في ماريوبول، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول مصير بقية المقاتلين.
وذكر القائد دنيس بروكوبينكو في الفيديو الذي بُث على موقع تيليجرام "لقد أكدنا باستمرار على أهم ثلاثة أمور بالنسبة لنا: المدنيون والجرحى والقتلى".
وتابع "تم إجلاء المدنيين، وتلقى المصابون بجروح خطيرة المساعدة اللازمة وتم إجلاؤهم على أن يتم تبادلهم فيما بعد وتسليمهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا".
كانت أوكرانيا قد أمرت حاميتها في ماريوبول بالاستسلام يوم الاثنين، لكنها لم تقدم منذ ذلك الحين تفاصيل تُذكر عما تصفه بأنه محاولة لإنقاذ المقاتلين المتحصنين بمصنع آزوفستال للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في المدينة الساحلية المدمرة.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن ما يقرب من 2000 جندي أوكراني في آزوفستال استسلموا حتى الآن. ولم يؤكد المسؤولون الأوكرانيون هذا الرقم ولم تتمكن رويترز من التحقق منه.
وقالت بريطانيا يوم الجمعة إن نحو 1700 مقاتل استسلموا وإن عددا غير معروف لا يزال بالمصنع.
والخروج الكامل من المخابئ والأنفاق تحت المصنع الذي تعرض للقصف سينهي أصعب حصار في الحرب التي بدأت عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وقال بروكوبينكو إن عملية نقل القتلى من مصنع آزوفستال لا تزال جارية. وأضاف "أتمنى أن تتمكن أوكرانيا والأهالي في المستقبل القريب من دفن جنودهم بشكل مشرف".
وروسيا بحاجة إلى ماريوبول، أحد الموانئ البحرية الرئيسية في أوكرانيا، لتعزيز سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها بطول الساحل، وصولا إلى شبه جزيرة القرم التي تم ضمتها في الغرب.
وأصبحت ماريوبول الآن أرضا مقفرة مزقتها المدفعية والاقتتال.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آخر المدافعين عن ماريوبول -وهم جنود في الجيش النظامي وأفراد من الحرس الوطني الذي تنتمي إليه كتيبة آزوف- بأنهم أبطال قوميون قائلا إنه يأمل في مبادلتهم بأسرى روس.
وتصف موسكو مقاتلي كتيبة آزوف بأنهم "نازيون". وتنفي الوحدة التي تشكلت عام 2014 كجماعة مسلحة لمحاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا أنها فاشية. وتقول أوكرانيا إنه أعيد تشكيلها بما يبعدها عن أصولها القومية الراديكالية.
من جانبه قال الكرملين إن المدافعين عن آزوفستال سيعاملون بما يتماشى مع المعايير الدولية. وطالب بعض المشرعين الروس بمحاكمتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب، وقال أحدهم إنه يجب توقيع عقوبة الإعدام عليهم.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها حصلت على إذن بالدخول لتسجيل مئات الأسرى من المصنع، لكنها لم تحدد عددهم.
(إعداد سها جادو ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)