من عزيز اليعقوبي
الرياض (رويترز) - قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إن طرفي الصراع في اليمن اتفقا على تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة شهرين بموجب نفس شروط الاتفاق الأصلي الذي كان من المقرر أن ينتهي يوم الخميس.
وذكر مسؤول يمني أن من المتوقع أن تعود وفود من الحكومة المدعومة من السعودية وحركة الحوثي إلى العاصمة الأردنية عمان لمواصلة المحادثات.
وبموجب الهدنة توقفت العمليات العسكرية الرئيسية في اليمن والهجمات العابرة للحدود في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وساعدت في تخفيف أزمة إنسانية تسببت في تجويع الملايين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز جروندبرج في بيان "خلال الشهرين الماضيين، رأى اليمنيون الفوائد الملموسة للهدنة".
وهذه الهدنة هي أهم خطوة منذ سنوات نحو إنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وزاد من التوتر في العلاقة المتدهورة بالفعل بين الرياض وواشنطن.
ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمديد الهدنة وقال إن ذلك ما كان ليصبح ممكنا لولا الدبلوماسية الإقليمية.
وأضاف في بيان "أظهرت السعودية قيادة شجاعة من خلال اتخاذ مبادرات في وقت مبكر لتأييد وتنفيذ شروط الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة". وتابع أن عمان ومصر والأردن لعبت دورا مهما جعل من عملية الهدنة أمرا ممكنا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحفيين يوم الخميس إن هدنة اليمن لم تكن ممكنة دون انتهاج الدبلوماسية التعاونية في المنطقة.
وأضافت "نقر بشكل خاص بقيادة الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية في المساعدة على تعزيز الهدنة".
وقال مهدي المشاط رئيس مجلس الحكم بصنعاء التابع لجماعة الحوثيين إن "التعاطي الإيجابي مع طلب تمديد الهدنة يستهدف تخفيف معاناة المواطنين".
وأضاف المشاط، في تصريح نشرته وكالة الأنباء التابعة للحوثيين مساء يوم الخميس، أن كل ما تم الاتفاق عليه "سيظل تحت المراقبة والرصد الدقيق خلال الفترة القادمة".
لكن سكان محافظة تعز رفضوا إعلان الأمم المتحدة تمديد الهدنة في اليمن مع استمرار إغلاق الطرق في المدينة المكتظة بالناس والمحاصرة من جانب الحوثيين منذ سبع سنوات.
وقال محمد الحاج أحد سكان تعز لرويترز عبر الهاتف "نرفض تجديد الهدنة لمدة ثانية لأن الحوثي يستغلها لتحقيق أهدافه ومطالبه".
وشهدت مدينة تعز يوم الخميس مظاهرة شارك فيها مئات السكان للمطالبة بفتح المعابر والطرق بالمدينة المحاصرة.
ورفع المحتجون لافتات تندد بما وصفوه ازدواجية الأمم المتحدة في تعاملها مع القضايا الإنسانية مثل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة منذ بدء سريان الهدنة، في حين لم يتم فتح منافذ تعز حتى يوم الخميس.
وسيسمح الاتفاق المتجدد لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وبعض الرحلات الجوية التجارية من مطار العاصمة صنعاء الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي.
وكانت هناك جهود مكثفة لإنقاذ الاتفاق بعد توقف المحادثات بشأن إعادة فتح طرق رئيسية في مدينة تعز التي يتنازع عليها الجانبان وتفرض عليها قوات الحوثي حصارا منذ سنوات.
وتسعى الأمم المتحدة أيضا إلى بدء مناقشات سياسية أوسع نطاقا، بما في ذلك دعم الاقتصاد اليمني المدمر والإيرادات الحكومية وأجور القطاع العام.
وتريد الرياض الخروج من حرب مكلفة لم تشهد أي تطور عسكري منذ سنوات مع سيطرة الحوثيين على معظم المراكز الحضرية الكبرى. ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتدخل التحالف في اليمن في مارس آذار 2015 ضد الحوثيين بعد أن أطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء.
(شارك في التغطية ريام محمد مخشف -إعداد أحمد ماهر ومحمد محمدين وأحمد حسن)