💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مطبخ فارغ وبطون خاوية وأسر تصارع الجوع.. مشهد يتكرر في ملايين البيوت باليمن

تم النشر 06/10/2022, 14:27
محدث 06/10/2022, 14:37
© Reuters. أم هاني الشرعبي تشير إلى أطباق فارغة بينما تقف مع زوجة ابنها أم زكريا في مطبخها بصنعاء في اليمن في صورة بتاريخ السابع من سبتمبر أيلول 2022. تصو
DX
-
LCO
-
RR
-

من خالد عبد الله وعبد الرحمن العنسي

صنعاء (رويترز) - في المطبخ الخالي بمنزلها في صنعاء تستعد أم زكريا الشرعبي للمواجهة الصعبة والتحدي اليومي.. إعداد وجبة لإطعام 18 فردا تتألف منهم عائلتها الضخمة.

تقول وهي تشير إلى موقد فارغ "لم نتناول الغداء للآن". وفي ركن من أركان المطبخ، تقبع حقيبة خبز وبعض الأواني، لا شيء فيها سوى قليل من التوابل، بقايا الطعام الوحيدة في البيت.

وتضيف "هذا حالنا في كل يوم... لا شيء في المطبخ، لا شيء".

ودمر الصراع، الذي بدأ قبل ثماني سنوات عندما سيطر الحوثيون على صنعاء، الاقتصاد وأصبح الملايين في أنحاء اليمن يواجهون صعوبات في الحصول على قوتهم وقوت أسرهم.

وتمدد الصراع بعد أن شن تحالف بقيادة السعودية ضربات جوية على الحوثيين.

وأتاحت الهدنة التي تم الاتفاق عليها في أبريل نيسان فترة راحة قصيرة لكن الأمم المتحدة تقول إن عدد الأسر التي لا تحصل على ما يكفيها من الطعام ما زال في زيادة منذ ذلك الحين. وانتهت الهدنة يوم الاثنين دون اتفاق على تمديد آخر.

وتقول حماتها وتدعى أم هاني التي تعيش معها في نفس المنزل في وسط صنعاء، إن مستوى معيشتهم كان متواضعا قبل الحرب لكنهم كانوا يعيشون حياة مقبولة يضمنها راتب زوجها من وظيفته في وزارة التعليم والمال الذي كانت تكسبه من عملها في خدمة بعض المنازل.

أضافت "كان وضعنا جيدا. كنت أعمل لدى عائلة بشكل مستمر وكان ابني يعمل... وشقيقه أيضا".

ومضت قائلة "في الوقت الحالي، أقسم أننا لا نستطيع شراء الطحين (الدقيق).. انظر إلى المطبخ وفي كل مكان. حتى الطحين غير موجود لدينا، ولا الأرز... لدينا القليل من الخبز الذي أحضرته حالا من المخبز. سنأكله بصلصة الطماطم أو أي شيء متاح".

تتكرر قصة كفاح عائلة الشرعبي في جميع أنحاء اليمن، سواء في المناطق المأهولة الرئيسية مثل صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران، وبقية البلاد التي تسيطر عليها القوات المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.

وتعرض كلا الجانبين لضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام.

وتقول الأمم المتحدة إن 19 مليون شخص أي 60 بالمئة من السكان يعانون مما تسميه المنظمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يعرض نقص الغذاء حياة الناس ومصادر أرزاقهم للخطر.

وتلبي المساعدات من الدول المانحة نصف احتياجات البلاد، بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي يدير في اليمن أكبر عملية نفذها في أي مكان على الإطلاق، حيث يوفر الطحين والبقول والزيت والسكر وقسائم الطعام.

وتواصل العائلات مثل الشرعبي الكفاح. فالبعض يبيعون الممتلكات أو الميراث العائلي، ويبيعون حتى الأراضي. وآخرون يحصلون على مساعدات من الجيران والأقارب في الخارج.

وقال ريتشارد راجان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، "إن قدرة الشعب اليمني على التكيف هائلة في هذا الوقت من الصراع..(إنهم) يفعلون أقصى ما يمكن أن يفعله إنسان في وقت الأزمات. لكن هذا ليس بالأمر الهين. أعتقد أن الكثير من الناس في البلاد على حافة الانهيار".

ورغم أن الهدنة خففت حدة العنف، قال راجان إن برنامج الأغذية العالمي لا يزال يعمل على تجديد مخزوناته ومعالجة تأثيرات نقص الوقود. وأضاف "عندما تطعم ما يقرب من 20 مليون شخص على أساس مستمر، يكون من الصعب للغاية التحكم في سير العملية".

وفي النصف الثاني من العام، ارتفع عدد الأشخاص الذين اعتُبر انعدام الأمن الغذائي بالنسبة لهم حالة طارئة بمقدار الربع إلى 7.14 مليون بينما قفز عدد الأشخاص الذين صنفوا "في وضع كارثي" بمقدار خمسة أمثال إلى 161 ألفا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وقال نبيل القدسي المسؤل الاعلامي لمشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية وهو شريك منفذ لبرنامج الغذاء العالمي "التحدي الأكبر في توزيع هذه المساعدة أن المساعدات كانت لا تفي بأعداد المحتاجين الذين يزدادون يوما بعد يوم خاصة مع ظروف الحرب في البلد ما بالكم الآن طبعا بعد ثماني سنوات من الحرب". ويقوم المشروع الذي يديره الحوثيون بتسليم المساعدات الغذائية لثلاثة ملايين شخص في 12 من أصل 21 محافظة يمنية.

وفي حي الجراف بشمال صنعاء، تعيش أمل حسن وزوجها وأطفالها الثلاثة في غرفة واحدة صغيرة انتقلوا إليها بعد أن أصبح إيجار سكنهم السابق مرتفعا للغاية.

تتنقل أمل للعمل في خدمة المنازل في عدة أحياء من العاصمة، وتنفق معظم دخلها على التنقلات وتدخر ما بين 1000 إلى 2000 ريال (1.7 إلى 3.4 دولار) في كل مرة.

وتبحث عن منزل بإيجار يسير، لكنها تقول إن وقتها مشحون بالقلق والتفكير الدائم في طعام أسرتها.

© Reuters. أم هاني الشرعبي تشير إلى أطباق فارغة بينما تقف مع زوجة ابنها أم زكريا في مطبخها بصنعاء في اليمن في صورة بتاريخ السابع من سبتمبر أيلول 2022. تصوير: خالد عبد الله - رويترز.

وتقول إنهم عندما ينتهون من تناول الإفطار، تبدأ في التفكير في الغداء. بعدها يتأجل القلق للعشاء.

تضيف "إحنا كيف نقضي يومنا أنه إحنا نبكر الصباح نهم الصبوح (الفطور) أجلس ساعة أطمن، (أفكر) أيش أأكل عيالي أيش أشربهم يلا كملوا يصطبحوا (يفطروا) أفكر بأيش أغديهم والله أيش أدي لهم من غدا هل الوجبة تكفيهم أيش أزيد أدي لهم يعني... إنني كيف أستطيع أن أؤكلهم بعدها يلا العشاء أيش أعشيهم ما فيش.. ما فكرتش يوم كيف أبني مستقبلهم أو كيف بدرسهم لأنه يلا أهم أكلهم (أكلهم أهم)".

(شارك في التغطية عادل الخضر - إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد السيد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.