القدس/بيروت (رويترز) - رفضت إسرائيل يوم الخميس تعديلات طلبها لبنان على مقترح ترسيم الحدود الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، مما يهدد الجهود الدبلوماسية المستمرة منذ سنوات لتمكين البلدين من استكشاف الغاز في منطقة متنازع عليها بالبحر المتوسط.
ولن يحل الاتفاق سوى الخلاف على الحدود البحرية في الطرف الشرقي من البحر المتوسط ولن يتطرق إلى حدودهما البرية التي لم تتم تسويتها بعد.
فيما يلي بعض تفاصيل الاقتراح الأمريكي:
* كيف ستبدو الحدود البحرية؟
تبدأ الحدود حول منحدر صخري يطل على البحر المتوسط حيث يوجد مقر لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
الاقتراح الأمريكي، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، يقسم الحدود البحرية إلى قسمين. وسيتم تعيين أول خمسة كيلومترات من الشاطئ على طول الخط الذي حددته إسرائيل كحدود لها منذ سنوات وحددته بالفعل بصف من العوامات.
وفيما وراء ذلك، ستتبع الحدود الخط الذي اقترحه اللبنانيون في البداية والمشار إليه بالخط 23. وعلى هذا الأساس يتم ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل بلد.
* ماذا عن استكشاف النفط والغاز؟
اكتشفت إسرائيل مخزونا ضخما من الغاز الطبيعي في منطقتها الاقتصادية الخالصة للاستخدام المحلي والتصدير.
وتخلف لبنان عن الركب. صحيح أن هناك رخصا صدرت للتنقيب في منطقتين لكن دون أي عمليات إنتاج. وهناك مناطق (بلوكات) لم يتم تسلم عطاءات بشأنها بعد. ويمكن لاكتشاف كبير أن يساعد في تخفيف أزمة لبنان المالية التي جعلت الدولة غير قادرة على استيراد الوقود لمحطات الكهرباء.
ويوجد حقل غاز واحد، وهو حقل قانا، في إحدى مناطق الاستكشاف في جنوب لبنان يمتد عبر الخط 23 إلى المياه الإسرائيلية. وتشير التقديرات إلى أنه صغير وما زال بحاجة لأعمال استكشاف. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الاتفاق يسمح لإسرائيل بالحصول على حصة من عائدات الحقل في حالة العثور على كميات صالحة للاستخدام التجاري.
واجتمع مسؤولون إسرائيليون بالفعل مع شركة توتال (EPA:TTEF) إنيرجيز لمناقشة الآلية. وقال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب إن لبنان احتفظ بحقوقه في قانا وإن بيروت لن تدفع سنتا واحدا من حصتها في الحقل لإسرائيل.
وهناك حقل ثان هو حقل "كاريش" الذي يتم تطويره بموجب ترخيص إسرائيلي في أقصى الجنوب ومن المقرر أن يبدأ تشغيله قريبا. وتعرض هذا الحقل لتهديد من جماعة حزب الله اللبنانية المدججة بالسلاح. وتقول إسرائيل إن منطقة كاريش تقع أسفل الخط 23 وسيظل تحت السيطرة الإسرائيلية.
وقال بو صعب إن لبنان يحتفظ "بكل" مناطقه البحرية.
* هل يمكن أن تكون هذه بداية لمزيد من الدبلوماسية؟
تسوية النزاع الحدودي البري بين لبنان وإسرائيل أكثر تعقيدا وتفتقر إلى إلحاح عنصر الطاقة. ومن المرجح أن يعتمد أي حل هناك على اتفاق سلام أوسع لن يتحقق في أي وقت قريب.
واكتفى الزعماء الإسرائيليون بالقول إن الاتفاق البحري سيساعد في تحقيق الاستقرار الإقليمي. وقال الرئيس اللبناني إن التوصل لاتفاق لا يعني "شراكة" مع إسرائيل.
وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال يوم الخميس إن الجهود في هذا الصدد تهدف لتفادي "حرب أكيدة" في المنطقة.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)