Investing.com - شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات مهمة بشأن أنباء سقوط صاروخين في الأراضي البولندية العضو في حلف الناتو، حيث تم توجيه الاتهام للجانب الروسي.
واستدعى هذا الحدث إلى الأذهان احتمالات تطبيق المادة 4 و5 من ميثاق التحالف بشأن اجتماع طارئ للدول الأعضاء، وصولًا إلى الدفاع المشترك عن الأعضاء في حال التعرض لأي اعتداء.
صاروخ أوكراني
وقالت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أميركي أن النتائج الأولية ترجح أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته أوكرانيا لاعتراض صاروخ روسي.
روسيا تنفي
وحتى الآن نفت روسيا أن تكون قد قامت بمثل هذا الاستفزاز الواضح، وأكدت أن القوات الروسية لم تقم بإطلاق أية صواريخ على الأراضي البولندية.
وقال ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة: حادثة صاروخ بولندا محاولة لإثارة مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا.
موقف بولندا
أكد الرئيس البولندي أندريه دودا عدم وجود دليل دامغ على هوية الجهة التي أطلقت الصاروخ الذي أوقع قتيلين في بلدة بولندية الثلاثاء، لكن أشار إلى أن الصاروخ "على الأرجح روسي الصنع".
وقال دودا في مؤتمر صحافي في وارسو: "ليس لدينا في الوقت الراهن دليل قاطع على هوية الجهة التي أطلقت الصاروخ. هناك تحقيق جار.. الصاروخ على الأرجح روسي الصنع".
واشنطن تهدئ
وفي الجانب الآخر قال الرئيس الأمريكي إنه لا يعتقد أن روسيا أو الرئيس بوتين قد أمر بذلك في إشارة إلى اعتماده على بيانات أولية من المخابرات الأمريكية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن عقب اجتماع لقادة دول الحلفاء في بالي، إنه من غير المرجح أن يكون الصاروخ قد أطلق من روسيا، متعهدا بتقديم الدعم للحكومة البولندية.
اجتماع طارئ
وفي أعقاب سقوط صاروخ في منطقة بولندية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، أفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء رئيسيين أجروا محادثات "طارئة".
وشارك في الاجتماع الذي تم الإعداد له على عجل قادة دول الاتحاد الأوروبي، وجميع قادة دول مجموعة السبع، أي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
ووصف موقع البيت الأبيض الاجتماع المغلق الذي عقد في بالي بعد الطلب من الصحافيين المغادرة بأنه "طاولة طارئة مستديرة".
حرب لا يريدها أحد
وأثار سقوط الصاروخ في بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي مخاوف من أن يتم جر الحلف إلى حرب روسيا المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر في أوكرانيا المدعومة من الغرب.
وكانت واشنطن حذرة في ردّها الأولي، ولم تلق باللوم على أحد في سقوط الصاروخ الذي أصاب قرية بولندية.
تهدئة وتصعيد
كما سعى الرئيس البولندي أندريه دودا إلى تهدئة التوتر، حيث قال في مؤتمر صحافي "ليس لدينا في الوقت الراهن دليل قاطع على هوية الجهة التي أطلقت الصاروخ".
وأضاف "لا يوجد شيء لدينا ما يؤشر إلى أنه سيكون هناك المزيد" من الصواريخ.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه اتصل بنظيريه البولندي والأوكراني، وأضاف بلينكن: "تعهدنا بمواصلة التنسيق الوثيق في الأيام المقبلة مع استمرار التحقيقات من أجل تحديد الخطوات التالية المناسبة".
تأجيج أوكراني
وغرّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر قائلا إنه دعا إلى استجابة "صارمة" خلال مكالمته مع بلينكن.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة: "روسيا تروّج الآن لنظرية مؤامرة تزعم أن صاروخًا (أطلقه) سلاح الجوّ الأوكراني سقط في أراضي بولندا، هذا الأمر غير صحيح. يجب ألا يصدق أحد الدعاية الروسية أو ينشر رسائلها".
تفعيل اتفاق الناتو
ومع اندلاع الأزمة انتشر الحديث بشأن تفعيل المادة 4 و 5 من اتفاق الناتو.
المادة الرابعة
تتيح المادة 4 من معاهدة حلف الناتو، الحق لأي دولة عضوة بالحلف وتشعر بأنها مهددة من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية، في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء الثلاثين مشاورات رسمية للبتّ فيما إذا كان التهديد موجوداً وكيفية مواجهته، مع التوصّل إلى قرارات بالإجماع.
بموجب هذه المادة، من المقرر أن تتشاور الأطراف معًا، بطلب أي من الدول الأعضاء، حول سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي أو أمن أي من الدول الحلفاء.
سبق أن تقدمت 4 دول هي "بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا" بعد ساعات من اندلاع الحرب الأوكرانية، بطلب لتفعيل المادة رقم 4 من اتفاق "الناتو".
المادة الخامسة
تختلف المادة الخامسة عن المادة الرابعة من ميثاق الحلف العسكري، والتي تدعو إلى تقديم المساعدة العسكرية من قبل الحلف بأكمله في حالة تعرض إحدى الدول الأعضاء للهجوم.
تنص المادة الخامسة على أن "أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعا".
بناء على ذلك، "فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم".
الدعم يكون "باتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية على الفور، بشكل فردي وبالتوافق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، لاستعادة والحفاظ على أمن منطقة شمال الأطلسي".