من إيلينا رودريجيز
جنوب إسبانيا (رويترز) - بعد انتقالها لإسبانيا في أعقاب مشاركتها في منافسات للشطرنج بدون حجاب مما أدى إلى إصدار مذكرة توقيف بحقها في بلدها، قالت لاعبة الشطرنج الإيرانية سارة سادات خادم الشريعة إنها لا تشعر بالندم على لفتتها الجريئة الداعمة للحركة الاحتجاجية ضد القادة الدينيين في بلادها.
لكن سارة (25 عاما) والمعروفة باسم سارة خادم قالت لرويترز إن مذكرة التوقيف التي جعلت عودتها إلى إيران مستحيلة "أفظع شيء" حدث لها.
وأضافت أنها لم تتوقع انتقاما أقسى من حظر السفر بعد خوضها منافسات بطولتي الشطرنج السريع والشطرنج الخاطف في مدينة ألما اتا بقازاخستان في ديسمبر كانون الأول بدون حجاب، في انتهاك للقوانين الإيرانية التي تفرض قواعد صارمة لزي المرأة.
وأضافت لرويترز في مكان لم يكشف عنه بجنوب إسبانيا حيث تعيش الآن مع زوجها المخرج السينمائي وابنها "(بصفتنا لاعبات شطرنج) علينا دائما أن نتنبأ بما سيحدث بعد ذلك، لكن...لم يسر الأمر كما توقعت".
ووصلت خادم إلى إسبانيا الشهر الماضي بتأشيرة إقامة تُمنح لمشتري العقارات، وقالت إن السلطات الإيرانية طلبت منها تسجيل مقطع مصور تقول فيه إنها نادمة على ما فعلته من أجل السماح لها بالعودة إلى وطنها، لكنها رفضت ذلك، ثم علمت لاحقا بأمر الاعتقال.
ومع ذلك، تقول سارة إن خلع الحجاب كان "شيئا اعتقدت أنه من الصواب القيام به ولا أندم على أي شيء"، مضيفة أنها كانت لا ترتدي الحجاب سوى في البطولات التي توجد بها كاميرات، وأن العديد من الرياضيات في بلادها كن يفكرن بالطريقة نفسها.
وأضافت "لكن (خلع الحجاب) أصبح أحد ما يميز الحركة (الاحتجاجية) في إيران وقررت في النهاية أن أفعل شيئا أريده، لأكون نفسي... ما دفعني لذلك هو ما وجدته من الشعب الإيراني".
وأصبحت القوانين التي تفرض ارتداء الحجاب نقطة خلافية رئيسية خلال الاضطرابات التي اجتاحت إيران منذ منتصف سبتمبر أيلول الماضي بعد مقتل مهسا أميني (22 عاما)، وهي امرأة كردية إيرانية، في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها.
وقالت خادم إن وفاة مهسا "تسببت في حزننا جميعا"، مما دفع الكثيرين للاحتجاج. ومنذ ذلك الحين، ظهرت عدة رياضيات إيرانيات وهن يتبارين في منافسات بالخارج دون حجاب.
وأضافت خادم، التي لا ترى نفسها ناشطة سياسية لكنها تريد أن تكون صوتا للتغيير، "هناك الكثير من الأشياء التي لا يسعد الناس بها في الوقت الحالي، لذلك حتى لو لم يغير ذلك شيئا هذه المرة، أعتقد أنه سيأتي وقت ينتفض فيه الناس مرة أخرى".
وترغب خادم المصنفة 774 عالميا والتاسعة في إيران في مواصلة اللعب باسم بلادها، لكنه تلقت عروضا للعب لصالح دول أخرى.
وقالت إن العقوبات السياسية ضد الرياضيين من دول مثل روسيا غالبا ما تكون غير عادلة، وأن حظر مشاركتهم في البطولات يسبب المعاناة.
وأضافت "أعلم أن العديد من الرياضيين ليسوا مسؤولين عما يحدث في بلادهم".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)