القدس (رويترز) - قال شتيفن زايبرت سفير ألمانيا لدى إسرائيل إن استقلال القضاء هو أحد مبادئ الديمقراطية وإن بلاده تراقب عن كثب الخلاف الدائر في إسرائيل حول خطة الإصلاح القضائي الحكومية.
جاء ذلك في الوقت الذي تدفق فيه المحتجون إلى شوارع إسرائيل يوم السبت للأسبوع الثامن على التوالي.
ومضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل أيام في تقديم خطة التعديلات المقترحة إلى الكنيست الذي اتخذ الخطوات الأولى في تشريع حدود على سلطة المحكمة العليا في إلغاء القوانين.
كما دفع الائتلاف الحاكم بتعديل آخر من شأنه أن يمنحه مزيدا من النفوذ في اختيار القضاة. وفاز مشروعا القانونين بتصويتين مبدئيين في الكنيست لكن لم يتم صياغتهما بعد في قانونين.
وقال السفير الألماني في مقابلة مع تلفزيون إن12 الإسرائيلي "لدينا مصلحة قوية في بقاء الديمقراطية الإسرائيلية قوية لأن... هذه الديمقراطية النابضة بالحياة جزء مهم من سبب شعورنا بالالتزام تجاه إسرائيل".
وتتسبب خطة الحكومة في خروج احتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل وتثير قلق خبراء الاقتصاد ومسؤولي الأمن السابقين والخبراء القانونيين في الداخل والخارج.
ويقول منتقدون إن الخطة تقوض استقلال المحاكم بينما تمنح الحكومة سلطة مطلقة، وهو ما سيعرض بدوره حقوق الأقليات للخطر ويشجع على الفساد ويعزل إسرائيل دبلوماسيا ويضر باقتصادها.
ويقول نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، إن الإصلاحات ستعزز الديمقراطية وعمل الشركات ويصف المحتجين بأنهم "فوضويون" غير مستعدين لقبول فوز اليمين الحاسم في الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال زايبرت "الديمقراطية أهم من القوة المؤقتة للغالبية المنتخبة ديمقراطيا".
وأضاف "يتعلق الأمر أيضا بالحفاظ على حقوق الأقليات، وهو أيضا يتعلق بالتوازن اللازم للقوى، وهنا يأتي دور القضاء المستقل"، مشيرا إلى أن ألمانيا تراقب عن كثب هذا الخلاف الحاد.
وأظهرت العديد من استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يعارضون خطة الإصلاح القضائي الحكومية بوضعها الحالي. وخرج اليوم عشرات الألوف من المحتجين إلى الشوارع في أنحاء إسرائيل.
وقال جابي جولدستين، الذي حضر أكبر احتجاج يوم السبت في تل أبيب، "نتظاهر ضد الحكومة لأننا نخاف على مستقبلنا ومستقبل أطفالنا".
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)