من تيمور أزهري
عثمانية (تركيا) (رويترز) - قالت السلطات التركية إن زلزالا هز جنوب شرق البلاد يوم الاثنين وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 110 آخرين وانهيار 29 مبنى، مما دفع السلطات إلى تكثيف أعمال الإغاثة لإنقاذ العديد من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض.
وجاء زلزال يوم الاثنين، الذي بلغت قوته 5.6 درجة فيما كان مركزه على عمق 6.15 كيلومتر، بعد ثلاثة أسابيع من الزلزال العنيف الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا.
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة (سي.إن.إن ترك) الإخبارية فريق إنقاذ يحمل رجلا حيا على محفة بعد إخراجه من تحت أنقاض مبنى منهار في إقليم ملطية.
وبعد فترة قصيرة، أخرج عمال الإنقاذ فتاة قيل إنها ابنة الرجل من المبنى نفسه. وورد أنهما دخلا المبنى المتضرر لجلب متعلقات تُركت هناك بعد الزلزال الأول قبل ثلاثة أسابيع.
وفي أحد المباني، حيث يُعتقد أن ثلاثة أشخاص محاصرون، دعا فريق إنقاذ بين حين وآخر إلى الصمت بينما يستمع أعضاؤه إلى أصوات تدل على وجود أحياء في الداخل.
وقال يونس سيزر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) في مؤتمر صحفي إنه جرى نشر فرق البحث والإنقاذ بخمس بنايات.
وقال أورهان تتار مدير قسم الزلازل والحد من المخاطر في آفاد إن المنطقة شهدت أربعة زلازل جديدة في الأسابيع الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى 45 هزة ارتدادية بلغت قوتها ما بين خمس وست درجات.
وأضاف "هذا نشاط (زلزالي) غير معتاد بالمرة".
* الانتخابات المقررة
وقعت الزلازل قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو حزيران والتي تمثل أكبر تحد سياسي للرئيس رجب طيب أردوغان خلال فترة حكمه الممتدة منذ عقدين.
وفي مؤتمر صحفي في أديامان يوم الاثنين، إحدى المناطق الأكثر تضررا من زلزال السادس من فبراير شباط، أقر أردوغان بأوجه قصور في تعامل حكومته مع الكارثة.
وقال "لم نتمكن في الأيام الأولى من إنجاز العمل بكفاءة كما أردنا في أديامان، لأسباب مثل التأثير المدمر للهزات والطقس السيئ والتحديات المتمثلة في البنية التحتية المتضررة"، مطالبا سكان أديامان بتفهم الأمر.
وأكد مجددا تعهده بإعادة بناء المنازل سريعا، قائلا إن من المقرر بدء بناء 309 آلاف منزل بعد اكتمال العمل الأولي. وأضاف أنه في مارس آذار وأبريل نيسان، سيبدأ بناء 234 ألف منزل أخرى، بينما سيتم أيضا إعادة البنية التحتية والمراكز الطبية والمتنزهات.
ومن المقرر أن يزور وفد من المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا منطقة الزلزال يوم الاثنين لجمع المعلومات اللازمة لإعداد تقرير حول إمكانية إجراء الانتخابات في المنطقة.
وقال وزير تركي يوم السبت إن السلطات احتجزت 184 شخصا للاشتباه في تورطهم في انهيار المباني جراء الهزات الأرضية التي وقعت في وقت سابق من الشهر الجاري، مضيفا أنه يجري التوسع في نطاق التحقيقات.
وأعلنت آفاد يوم الأحد ارتفاع عدد القتلى بسبب الزلزال الكبير إلى 44374 شخصا.
وأودت الزلازل بحياة أكثر من 50 ألفا في تركيا وسوريا المجاورة.
وتسببت الكارثة، وهي الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث، في انهيار أكثر من 160 ألف مبنى تضم 520 ألف شقة أو تهدمها.
ومن المتوقع أن يكون للزلازل تأثيرات نفسية شديدة، خاصة بين الأطفال.
وبعد الزلزال الأخير، نشرت آفاد على تويتر تحذيرا جديدا يطلب من الناس عدم دخول المباني المتضررة في منطقة الزلزال أو حتى الوقوف بالقرب منها.
(إعداد مروة غريب وأميرة زهران ومحمد عطية ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)