من نضال المغربي وآري رابينوفيتش
غزة/القدس (رويترز) - أطلقت جماعة فلسطينية مسلحة يوم الجمعة صواريخ صوب القدس للمرة الأولى في موجة القتال التي اندلعت هذا الأسبوع فيما تسببت ضربات جوية إسرائيلية في مقتل قيادي آخر بحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وذلك بينما تحاول مصر التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ودوت صفارات الإنذار في مدينة بيت شمش ومناطق أخرى في التلال الواقعة على مشارف القدس مما أنهى فترة هدوء دامت 12 ساعة. وسمعت أصوات انفجارات لفترة وجيزة في القدس ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن اعتراض الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية للصواريخ.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا باتجاه منطقة القدس لكنه لم يؤكد اعتراضهما. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت الصاروخين. كما تعرضت بلدات إسرائيلية قرب قطاع غزة مجددا لنيران صواريخ. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وبعد ذلك بفترة وجيزة، استأنفت إسرائيل الضربات الجوية على أهداف لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وقُتل قيادي كبير في حركة الجهاد يُدعى إياد الحسني ومساعده في ضربة جوية استهدفت شقة في قطاع غزة. والحسني هو سادس عضو في المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تقتله إسرائيل هذا الأسبوع.
وشنت القوات الإسرائيلية حملة ضربات جوية استهدفت قيادات من حركة الجهاد الإسلامي منذ الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء واتهمت الحركة بالتخطيط لشن هجمات على إسرائيل.
وأطلقت الحركة، وهي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة بعد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع المحاصر، نحو ألف صاروخ منذ ذلك الحين بعضها صوب العمق الإسرائيلي.
وعلى مدى الأيام الثلاثة المنصرمة، قُتل 33 فلسطينيا على الأقل في قطاع غزة المكتظ بالسكان من بينهم نساء وأطفال بينما قُتل شخص واحد في إسرائيل عندما أصاب صاروخ شقة سكنية في إحدى ضواحي تل أبيب.
وفي قطاع غزة الساحلي الصغير، استيقظ السكان على شوارع خالية وهم يأملون في التقاط الأنفاس بعد انفجارات استمرت لأيام.
* "حياتنا توقفت"
لدى أمين أبو الخير أمل في أن يعود لفتح مطعمه للأسماك بعدما أغلقه قبل أربعة أيام وقال "حياتنا توقفت.. البحر مغلق علينا ولدينا مخزون لا نستطيع بيعه. نأمل في إعلان هدنة".
ولا يزال الإسرائيليون في حالة تأهب لكنهم خاطروا بالابتعاد قليلا عن الملاجئ في بداية عطلة نهاية الأسبوع من أجل الاستعداد ليوم السبت المقدس لدى اليهود بعد هدوء لساعات إلا أنهم ركضوا للاحتماء مجددا عندما انطلقت صفارات الإنذار وأنهت هدوء ما بقي من الصباح.
وجاء أحدث تصعيد بعد أعمال عنف مستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل والفلسطينيين وتسببت منذ بداية العام الجاري في مقتل ما يزيد على 140 فلسطينيا و19 إسرائيليا وأجنبيا على الأقل فيما بدا أنها دائرة مفرغة من العنف.
وترفض حركة الجهاد الإسلامي التعايش مع إسرائيل وتسعى إلى تدميرها. كما يرفض كبار وزراء حكومة الائتلاف الديني القومي الحاكمة حاليا في إسرائيل قيام أي دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 صاروخ حادت عن أهدافها مما تسبب في مقتل أربعة داخل غزة بينهم فتاة في العاشرة من عمرها. ونفت حركة الجهاد الإسلامي أن تكون الصواريخ التي أطلقتها أخطأت أهدافها أو أدت لسقوط قتلى في القطاع.
وفي إطار المساعي المصرية للتوسط بين الجانبين، قال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على مجريات المحادثات إن الجانبين يناقشان مسودة اقترحتها القاهرة.
ومن بين شروط الهدنة، تريد حركة الجهاد الإسلامي من إسرائيل الالتزام بوقف الضربات الجوية التي تستهدف قادة الحركة لكن إسرائيل ترفض ذلك. ويبدو أن إسرائيل تأمل في أن توقف الحركة الأعمال القتالية من جانب واحد إذا نجحت الضربات الجوية في تقليص عدد قياداتها ومخزونها من الصواريخ.
وتسببت الضربات الجوية الإسرائيلية في إصابة ما لا يقل عن 110 أشخاص وتدمير عدد من المباني كما ألحقت أضرارا بأكثر من 300 شقة سكنية في قطاع غزة الذي يعاني سكانه من أزمة إنسانية متفاقمة منذ عقود.
(تغطية صحفية نضال المغربي وجيمس ماكنزي وآري رابينوفيتش - إعداد سلمى نجم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)