💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

رجل في الأخبار-رغم توقعات بأفول نجمه.. أردوغان متأهب لجولة الإعادة

تم النشر 26/05/2023, 16:15
© Reuters. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى مؤيديه في أسطنبول يوم 18 مايو أيار 2023. تصوير: أوميت بكطاش - رويترز.
USD/TRY
-
NG
-

من جان سيزر وجوناثان سبايسر

إسطنبول (رويترز) - خالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوقعات بأن تُنهي الانتخابات مشواره السياسي وحشد مزيجا من الناخبين المتدينين ومن أنصار التيار القومي الذين يمكنهم الآن على ما يبدو ابقائه في السلطة لعقد ثالث.

ورغم أن أردوغان لم يظفر بالنصر بعد، إذ لا يزال يتعين عليه الفوز في جولة الإعادة في 28 مايو أيار على منافسه كمال كليتشدار أوغلو، زاد التأييد له بعد تقدمه بقوة في الجولة الأولى من الانتخابات يوم 14 مايو أيار. ويتوقع المحللون فوزه بلا شك.

ومن شأن فوز أردوغان في الانتخابات أن يرسخ حكمه، الذي غيّر فيه ملامح تركيا وأعاد تشكيل الدولة العلمانية التي تأسست منذ 100 عام لتلائم رؤيته المتدينة، بينما أحكم قبضته على السلطة فيما يعتبره المعارضون توجها نحو حكم سلطوي.

وعلى الصعيد العالمي، حوّل أردوغان وجهة تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بعيدا عن حلفائها الغربيين التقليديين وأقام علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجعل من بلاده قوة إقليمية نافذة.

ويقول منتقدون إنه زاد من الاستقطاب خلال فترة حكمه، المستمرة منذ 20 عاما، وحتى خلال الحملة الانتخابية الحالية. لكنه نفى ذلك قبل انتخابات يوم الأحد واتهم خصومه بأنهم "يسممون الخطاب السياسي".

وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة سي.إن.إن ترك يوم الخميس "سنواصل احتضان أمتنا، وهي طريقة تفكير نابعة من ثقافتنا... إذا فزنا في 28 مايو بإذن الله، سيفوز كل فرد من شعبنا البالغ عددهم 85 مليون نسمة".

ويُنظر إلى التصويت على أنه الأكثر أهمية منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة قبل 100 عام، إذ استشعرت المعارضة أفضل فرصة لها حتى الآن للإطاحة بأردوغان ومحو الكثير من التغييرات العميقة التي أحدثها في تركيا.

لكن الانتخابات أكدت بدلا من ذلك بقاءه في السلطة، وأظهرت خطأ حسابات خصومه الذين توقعوا أنه سيعاني جراء أزمة غلاء المعيشة و الانتقادات لطريقة تعامل الدولة للزلازل التي وقعت في فبراير شباط وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

وعبر المنتقدون والناجون من الزلزال عن غضبهم من بطء استجابة الحكومة الأولية للزلزال والتساهل في تطبيق قواعد البناء، وهي إخفاقات كانت تكلفتها خسائر في الأرواح.

لكن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان حل في المركز الأول في عشرة أقاليم من أصل 11 تعرضت للزلزال، وساعده في تأمين أغلبية برلمانية مع حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 14 مايو أيار.

وتحتدم المنافسة في الحملة الانتخابية إذ يسعى أردوغان إلى حشد قاعدته من المحافظين ويصف خصومه بأنهم "مؤيدون لمجتمع الميم".

وفي محاولة للاستفادة من النزعة القومية العميقة في تركيا، استغل أردوغان أيضا تأييد الأكراد لكليتشدار أوغلو واتهم منافسه بالانحياز إلى الإرهاب وبأن له علاقات بحزب العمال الكردستاني، وهي اتهامات وصفها كليتشدار أوغلو بأنها محض افتراء.

كما لفت أردوغان الانتباه مرارا إلى شريط فيديو تم التلاعب فيه لاتهام كليتشدار أوغلو بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي شن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.

* "الشعور الديني والكبرياء الوطني"

قال نيكولاس دانفورث المتخصص في التاريخ التركي والزميل غير المقيم في مركز أبحاث إلياميب "مزج أردوغان بين الشعور الديني والكبرياء الوطني، وأظهر للناخبين أنه يعادي بشراسة النخبوية على المستويين المحلي والدولي".

وتابع "الناس يعرفون من هو وما هي رؤيته للبلد ويبدو أن كثيرا منهم يوافقون عليها".

وأضاف "ومع ذلك، ليس معنى أن الرياح جاءت بما تشتهي السفن أن الإبحار سيكون سلسا. سيستمر تدهور الاقتصاد، ولن تنتهي المعارضة، ولم يعد كثير من قادة العالم يحبونه أو يثقون به أكثر مما كانوا عليه بالأمس".

ويقول معارضون إن وجوده في الحكم لخمس سنوات أخرى يخاطر بإلحاق المزيد من الضرر بالديمقراطية التي يرون إنها تعرضت للتقويض مع تركيز السلطة في رئاسة تنفيذية، وتكميم المعارضة، وسجن المنتقدين والمعارضين، والسيطرة على وسائل الإعلام والقضاء والاقتصاد.

ويصور أردوغان نفسه باعتباره حامي الديمقراطية التركية، الذي رفض التدخل العسكري في السياسة التركية. وقد نجا من محاولة انقلاب في عام 2016 عندما هاجم جنود مارقون البرلمان وقتلوا 250 شخصا.

وبمساعدة وسائل الإعلام التركية الداعمة له إلى حد كبير، ركزت حملة أردوغان الانتخابية على نجاحاته الاقتصادية بدلا من أزمة تكلفة المعيشة.

وملأ أردوغان الفترة السابقة للانتخابات باحتفالات بإنجازات صناعية، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية، والتي تم بناؤها في إسطنبول لحمل طائرات مسيرة تركية الصنع.

كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا في حفل شارك فيه عبر الانترنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الجانب الاقتصادي أحد نقاط القوة الرئيسية لأردوغان في العقد الأول من حكمه، إذ تمتعت تركيا بازدهار طويل الأمد مع إنشاء طرق ومستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

لكن الاقتصاد أصبح مشكلة سياسية إذ شرعت الحكومة في سياسة خفض أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المتصاعد. وبهدف تعزيز النمو، وأدت السياسة إلى انهيار العملة في أواخر عام 2021 وتفاقم التضخم.

* رئيس بلدية إسطنبول

نشأ أردوغان في حي فقير بإسطنبول والتحق بمدرسة مهنية إسلامية، واشتغل بالعمل السياسي كزعيم للشباب في حزب محلي وشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في 1994.

وقضى فترة في السجن في عام 1999 بسبب قصيدة ألقاها عام 1997 شبّه فيها المساجد بالثكنات والمآذن بالخنادق والمؤمنين بالجيش.

وبعد أن شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية، أصبح رئيسا للوزراء في 2003.

ونجحت حكومته في ترويض الجيش التركي الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960، وفي عام 2005 بدأ محادثات لتحقيق طموح استمر عقودا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي -وهي خطوة تعطلت لاحقا بشكل كبير.

ونظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة أردوغان على أنها مزيج حيوي من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط التي تكابد للتخلص من الاستبداد والركود.

لكن مساعيه لفرض سيطرة أكبر سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء الدوليين. واعتبر المؤيدون المتحمسون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة في تركيا ودافع عن الطبقات العاملة المتدينة.

غير أن المعارضين رأوا أن ذلك هو إمعان في الاستبداد.

وبعد محاولة الانقلاب في 2016، شنت السلطات حملة على نطاق واسع، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وفصلت أو أوقفت عن العمل 150 ألف موظف حكومي. وتقول منظمات حقوقية إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم لبعض الوقت.

© Reuters. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى مؤيديه في أسطنبول يوم 18 مايو أيار 2023. تصوير: أوميت بكطاش - رويترز.

وقالت حكومة أردوغان إن الحملة كانت نتيجة تهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني.

وعلى الصعيد الداخلي، يقف مجمع القصر الرئاسي الجديد مترامي الأطراف المُقام على مشارف أنقرة كعلامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة، أما على الصعيد الخارجي فإن تركيا تستعرض قدراتها بشكل متزايد وتدخلت في سوريا والعراق وليبيا وغالبا ما تنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة.

(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.