(رويترز) - أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأفراد من قوات الجيش والأمن الروسية في مراسم أقيمت يوم الثلاثاء سعى خلالها إلى إعادة تأكيد سلطته بعد تمرد لم يكتمل قام به مرتزقة بقيادة رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجن.
ووصلت طائرة مرتبطة ببريجوجن إلى روسيا البيضاء قادمة من روسيا، ويُعتقد أنها تحمل رئيس المجموعة العسكرية الخاصة إلى الخارج، بعد ثلاثة أيام من وقف تمرده على نحو مفاجئ بينما كان مقاتلو المجموعة يزحفون صوب العاصمة موسكو.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن السلطات أسقطت التهم الجنائية الموجهة لمقاتلي مجموعة فاجنر، لتفي على ما يبدو بأحد بنود اتفاق تم التوصل إليه في وقت متأخر من يوم السبت لنزع فتيل الأزمة.
وقال بوتين أمام نحو 2500 من أفراد قوات الأمن والحرس الوطني والجيش الذين احتشدوا في ساحة بمجمع الكرملين إن شعب روسيا وقواتها المسلحة وقفا كتفا بكتف أمام تمرد مجموعة فاجنر.
وكان من بين الحضور وزير الدفاع سيرجي شويجو، الذي كانت إقالته من بين مطالب مقاتلي فاجنر أثناء التمرد.
وطلب بوتين من الحضور أيضا الوقوف دقيقة صمت حدادا على طيارين من القوات الروسية قتلوا أثناء التمرد. وأسقط مقاتلو فاجنر عدة طائرات أثناء زحفهم صوب موسكو، على الرغم من أنهم لم يواجهوا مقاومة على الأرض.
وكان بريجوجن، الحليف لبوتين سابقا والذي أدين من قبل في قضايا وخاضت قواته أكثر المعارك دموية في الحرب الأوكرانية متكبدة خسائر فادحة، قال إنه سيذهب إلى روسيا البيضاء المجاورة بناء على دعوة من رئيسها حليف بوتين المقرب ألكسندر لوكاشينكو.
ولم يتم الإعلان عن تفاصيل رحلته المقترحة إلى المنفى ولا تأكيد مكان وجوده في الأيام الثلاثة التي تلت التمرد، بما في ذلك ما إذا كان على متن الطائرة التي تم تعقبها إلى روسيا البيضاء صباح الثلاثاء.
وأظهر موقع فلايت رادار 24 على الانترنت طائرة من طراز إمبراير ليجاسي 600، والتي تحمل رموز تعريف تتطابق مع طائرة مرتبطة برئيس مجموعة فاجنر في وثائق العقوبات الأمريكية، وهي تقترب من مستوى الهبوط بالقرب من مينسك عاصمة روسيا البيضاء.
وكان موقع التتبع قد رصد الطائرة للمرة الأولى في أجواء روستوف، وهي مدينة في جنوب روسيا استولت عليها قوات بريجوجن خلال التمرد.
وشوهد بريجوجن آخر مرة مساء السبت وهو يغادر روستوف مبتسما في سيارة رباعية الدفع بعدما أمر قواته بالانسحاب.
وقال الرئيس الروسي في خطاب نقله التلفزيون في وقت سابق إن مدبري التمرد خانوا الجنود الذين يقودونهم، ولم يشر إطلاقا إلى بريجوجن. وأضاف أنه سيفي بالوعد الذي قطعه على نفسه في مطلع الأسبوع بالسماح لقوات فاجنر بالانتقال إلى روسيا البيضاء أو بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية أو العودة إلى عائلاتهم.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الاتفاق الذي أنهى التمرد يجري تنفيذه، وإن ليس لديه معلومات عن مكان وجود بريجوجن ولا يعلم كذلك عدد مقاتلي فاجنر الذين سيوقعون عقودا مع وزارة الدفاع.
كما عبر عن رفضه لفكرة أن تكون قبضة بوتين على السلطة اهتزت بسبب التمرد، واصفا مثل هذه الأفكار بأنها "هستيرية".
- مظاهرة احتجاجية
قال بريجوجن (62 عاما) إنه شن التمرد لإنقاذ مجموعته بعد تلقي أوامر بوضعها تحت قيادة وزارة الدفاع.
وقال إن مقاتليه أوقفوا حملتهم يوم السبت لتفادي إراقة الدماء بعد أن كادوا أن يصلوا إلى موسكو، وعبر عن أسفه للاضطرار لإسقاط طائرات في الطريق.
وأضاف في رسالة صوتية يوم الاثنين "ذهبنا في مسيرة احتجاجية وليس للإطاحة بحكومة البلاد".
ومن ناحيته أكد بوتين في خطابه مساء أمس، الذي كان أول تعليق علني له بعد التمرد، مقتل طيارين روس.
وشكر بوتين الشعب والجيش وقوات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية في روسيا على التمسك بالوحدة من أجل حماية "الوطن"، وقال إن هذا الأمر أظهر أن روسيا لن تخضع "لأي ابتزاز ولا لأي محاولة لبث اضطراب في الداخل".
وأضاف أن أعداء روسيا يريدون أن يروا البلاد "عالقة في حرب أهلية دموية"، قبل أن يشيد بما فعله الطيارون.
وفي أوكرانيا، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن جيش بلاده تقدم أمس الاثنين في جميع قطاعات الجبهة، ووصفه بأنه "يوم سعيد" خلال خطابه الليلي المصور الذي أدلى به من قطار بعد زيارة مواقع في الخطوط الأمامية.
وتأمل كييف أن تقوض الفوضى، التي سببتها محاولة التمرد، دفاعات روسيا بينما تشن هجوما مضادا لاستعادة الأراضي المحتلة.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وحسن عمار)