من دان بيليشوك وآنا دابروفسكا
كييف، (رويترز) - قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم الخميس إن المحادثات التي استضافتها السعودية مطلع هذا الأسبوع مثلت "انفراجة" لكييف وأظهرت أنه من الممكن حشد الدعم العالمي وراء خطة النقاط العشر التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب الروسية.
وأضاف كوليبا "إذا أراد بلد ما أن يكون في صدارة المشهد السياسي العالمي، فعليه أن يصبح جزءا من اجتماعات التنسيق هذه".
وكان كوليبا يتحدث في مقابلة مع رويترز في إشارة إلى محادثات جدة وتجمع أصغر في وقت سابق هذا الصيف في كوبنهاجن.
وشارك مسؤولون من أكثر من 40 دولة، من بينها الصين والهند والبرازيل والولايات المتحدة ودول أوروبية لكن ليس روسيا، في المحادثات التي اعتُبرت محاولة من كييف لبناء تحالف أوسع لدعم رؤيتها للسلام.
وحصلت أوكرانيا على دعم غربي قوي في خضم تصديها للغزو الروسي، لكن كان صعبا عليها كسب دعم اقتصادات الجنوب الرئيسية.
وتريد كييف أن تكون خطة زيلينسكي أساسا للسلام لإنهاء الحرب التي بدأت رحاها تدور في فبراير شباط 2022. وتتضمن الخطة انسحاب جميع القوات الروسية وعودة الأراضي الأوكرانية جميعها إلى سيطرة كييف.
وقال كوليبا إن عدد الدول المهتمة بالمشاركة في اجتماعات مثل تجمع جدة "زاد كثيرا" في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف أن هذه الفعاليات تضع أساسا حيويا للمحادثات في المستقبل بخصوص رؤية أوكرانيا للسلام.
ومضى يقول "نحن راضون تماما عن حراك هذه العملية... أعتقد أن الاجتماع في جدة كان انفراجة لأنه جمعنا، لأول مرة، بدول تمثل (العالم) بأسره، وليس فقط أوروبا وأمريكا الشمالية".
وقالت روسيا إنها مستعدة للدخول في محادثات للسلام مع كييف لكنها تصر على مطالبتها بالسيادة على أربعة أقاليم أوكرانية قالت إنها ضمتها العام الماضي وتسيطر عليها كليا أو جزئيا، وأيضا شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. وهذا ما لن تقبله كييف.
* التنافس على أفريقيا
أقر كوليبا بأن مواجهة النفوذ الروسي في أماكن مثل أفريقيا التي تعود علاقات موسكو بها إلى العهد السوفييتي ما زال يمثل تحديا لأوكرانيا بينما تسعى لتوسيع نطاق البلدان الداعمة لها.
وتوجه الوزير إلى القارة في ثلاث زيارات في زمن الحرب. وقارن بين أهداف أوكرانيا التي قال إنها تشمل التعاون في مجالات مثل التعليم والبناء والتطوير الرقمي بوجود مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في أفريقيا.
وقال كوليبا "على عكس روسيا، نريد الاستثمار في أفريقيا بما يعود بالفائدة عليهم وعلينا، لأن أكبر استثمار لروسيا في أفريقيا هو فاجنر... وهذا استثمار في زعزعة الأمن في أفريقيا".
وتضررت القارة بشدة من رفض روسيا الشهر الماضي تمديد اتفاق يسمح بشحن الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود. وفي قمة بسان بطرسبرج الشهر الماضي، ضغط زعماء أفارقة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول خطتهم للسلام.
لكن كوليبا قال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقيم علاقات متوازنة بين موسكو وكييف يتمتع بأفضل فرصة لإحياء الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.
واضاف "أعتقد أن لا مبالغة في قول إن الرئيس أردوغان هو الرجل الوحيد في العالم على الأرجح الذي بوسعه إقناع الرئيس بوتين بالعودة إلى مبادرة حبوب البحر الأسود".
* الغرب ما زال "على المسار"
قلل كوليبا أيضا من أهمية فكرة أن هجوم كييف المضاد البطيء الذي انطلق في يونيو حزيران لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا قد يضعف الدعم الغربي لأوكرانيا في وقت حرج ويجبرها على الدخول في مفاوضات.
ولم تحقق القوات الأوكرانية إلا مكاسب قليلة في أجزاء من الشرق والجنوب لأن الدفاعات الروسية الجيدة ابطأت تقدمها عبر مساحات شاسعة من السهوب.
واعترف كوليبا بأن بعض "الأصوات" من مواطني الغرب شككت في منطق دعم حكوماتهم لأوكرانيا، لكنه قال إنه لا يرى أي إشارة من المسؤولين على تراجع الدعم.
وأضاف "المهم بالنسبة لنا هو استمرار الحكومات على المسار.. وهي ماضية عليه حتى الآن".
وقال متحدث باسم البيت الأبيض الشهر الماضي إن العملية الأوكرانية ليست "متوقفة" وأن قوات كييف "تتحرك".
وعبر كوليبا عن تفاؤله إزاء تلقي أوكرانيا في نهاية المطاف الصواريخ بعيدة المدى التي تريدها من الولايات المتحدة وألمانيا، مما سيسمح للقوات الأوكرانية بضرب مواقع أعمق خلف الخطوط الروسية.
وقال "إنهم يجرون حساباتهم وتحليلهم الخاص... وأعتقد أنهم سيفرجون عن هذه الخيارات... لكنها تتطلب مزيدا من الوقت".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)