بيروت (رويترز) - تحولت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية من جماعة سرية تأسست أثناء الحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين 1975 و1990 إلى قوة مدججة بالسلاح لها نفوذ قوي في البلاد. وصنفتها حكومات منها الإدارة الأمريكية منظمة إرهابية.
وفيما يلي معلومات عن الجماعة:
* التاريخ
أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله في 1982 لتصدير الثورة الإسلامية وقتال القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان. وجند حزب الله أعضاء من المسلمين الشيعة اللبنانيين. وانضم إلى حزب الله أعضاء كانوا في حركة أمل الشيعية.
ونفذت جماعات، يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون وأجهزة مخابرات غربية إنها على صلة بحزب الله، هجمات انتحارية على سفارات وأهداف غربية واختطفت مواطنين غربيين في ثمانينيات القرن الماضي. وإحدى هذه الجماعات هي الجهاد الإسلامي، وكان يعتقد أن قائدها هو عماد مغنية، أحد كبار قادة حزب الله الذي قُتل في تفجير سيارة ملغومة في سوريا في عام 2008.
وتتهم الولايات المتحدة حزب الله بالمسؤولية عن تفجير انتحاري دمر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في 1983 وأسفر عن مقتل 241 جنديا وتفجير انتحاري في العام نفسه استهدف السفارة الأمريكية. كما استهدف تفجير انتحاري ثكنات فرنسية في بيروت في 1983 وأودى بحياة 58 من قوات المظلات الفرنسية.
وفي إشارة إلى تلك الهجمات واحتجاز الرهائن، قال الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله في مقابلة في 2022 إنها كانت من تنفيذ جماعات صغيرة غير مرتبطة بحزب الله.
* القوة العسكرية
احتفظت جماعة حزب الله بأسلحتها في نهاية الحرب الأهلية لقتال القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية. وانسحبت إسرائيل في عام 2000 بعد أعوام من حرب العصابات.
بدا التطور العسكري للجماعة في 2006 أثناء حرب استمرت خمسة أسابيع مع إسرائيل اندلعت بعد عبور أعضاء في الجماعة الحدود إلى داخل إسرائيل وخطف جنديين وقتل آخرين. وأودت الحرب بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و158 إسرائيليا معظمهم جنود. وأطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل.
وتنامت قوة الجماعة العسكرية بعد انتشارها في سوريا في 2012 لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب ضد مقاتلي المعارضة ومعظمهم من السنة.
وتتباهى الجماعة بصواريخ دقيقة، وتقول إنها تستطيع قصف كافة أنحاء إسرائيل. وفي 2021 أعلن حزب الله أن لديها 100 ألف مقاتل.
وتمد إيران حزب الله بالأسلحة والأموال. ووفقا لتقديرات الولايات المتحدة خصصت طهران مئات الملايين من الدولارات سنويا للجماعة في الأعوام القليلة الماضية.
وقاتل حزب الله في العراق ودرب جماعات مدعومة من إيران هناك. وتقول السعودية إن حزب الله حارب أيضا دعما للحوثيين المتحالفين مع طهران في اليمن. وتنفي الجماعة ذلك.
* دورها في لبنان
وتعزز نفوذ حزب الله في لبنان بفعل ترسانته ودعم العديد من الشيعة الذين يقولون إنه يحمي لبنان من إسرائيل.
ويقول المنتقدون إن حزب الله قوض الدولة، ويتهمونه بدفع لبنان بشكل منفرد إلى أتون الصراعات.
وللجماعة وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان، كما أنها تبسط نفوذها في الشارع.
وفي 2008 تحول نزاع على السلطة بين الفرقاء اللبنانيين المدعومين من الغرب والسعودية إلى صراع قصير. وسيطر مقاتلو حزب الله على أجزاء من بيروت بعد أن تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات العسكرية التابعة للجماعة.
وأصبح دور حزب الله على الساحة السياسية أكثر بروزا في 2005 بعد انسحاب سوريا في أعقاب مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي كان يمثل النفوذ السعودي في لبنان.
وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابيا بتهمة الضلوع في اغتيال الحريري. وتنفي الجماعة ضلوعها، واصفة المحكمة بأنها أداة في يد أعدائها.
وفي 2016 أصبح السياسي المسيحي المتحالف مع حزب الله ميشال عون رئيسا للبلاد. وبعد عامين فاز حزب الله وحلفاؤه بأغلبية في البرلمان. وعلى الرغم من خسارة تلك الأغلبية في 2022 فإن الجماعة ظلت تحتفظ بنفوذ كبير.
وشنت حملة على قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت في 2020 بعدما طلب استجواب حلفاء لها. وتصاعدت الأزمة إلى اشتباكات دموية في بيروت في 2021.
* تصنيفها جماعة إرهابية
تصنف بلدان غربية منها الولايات المتحدة وبلدان خليجية منها السعودية حزب الله جماعة إرهابية. ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله جماعة إرهابية لكن ليس جناحها السياسي.
وتتهم الأرجنتين حزب الله وإيران بالمسؤولية عن تفجير مركز للطائفة اليهودية في بوينس أيرس أسفر عن مقتل 85 شخصا في 1994 وكذلك عن هجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس عام 1992 سقط فيه 29 قتيلا. وينفي حزب الله وإيران مسؤوليتهما عن العمليتين.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)