من أندرو أوزبورن
موسكو (رويترز) - - مشّط محققون حطام طائرة قيل إن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجن كان على متنها حين سقطت يوم الأربعاء ولم ينج منها أحد، وذلك بعد شهرين من قيادته تمردا على قيادة الجيش.
وفتح المحققون تحقيقا جنائيا لكن لم ترد أنباء رسمية عن سبب سقوط الطائرة مساء يوم الأربعاء أو حتى تأكيد رسمي لوفاة بريجوجن باستثناء بيان من هيئة الطيران يقول إنه كان على متن الطائرة.
ولم يُعلق الكرملين ولا وزارة الدفاع على مصير بريجوجن (62 عاما)، الذي ناصب كبار قادة الجيش العداء لافتقارهم للكفاءة في إدارة الحرب الروسية في أوكرانيا، على حد تعبيره.
وأدلى الرئيس فلاديمير بوتين ببيان عبر الانترنت أمام قمة دول بريكس في جنوب أفريقيا التي حضرها وزير الخارجية سيرجي لافروف. ولم يُشر أي منهما إلى حادث سقوط الطائرة الذي قيل إن عشرة أشخاص لاقوا حتفهم فيه.
لكن بوتين أشاد لاحقا ببريجوجن ووصفه اليوم بأنه رجل أعمال موهوب، وقال إنه يود التعبير عن خالص تعازيه لأسر الذين لقوا حتفهم في الحادث.
وأضاف بوتين في تصريحات تلفزيونية أن من الضروري انتظار نتيجة التحقيق الرسمي في الحادث الذي قُتل فيه جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، قائلا إن الفحص سيستغرق بعض الوقت.
وسقطت الطائرة الخاصة (إمبراير ليجاسي 600)، التي أقلعت من موسكو في طريقها إلى سان بطرسبرج، قرب قرية كوجينكينو بمنطقة تفير شمالي موسكو.
ورأى مراسل لرويترز في موقع السقوط صباح يوم الخميس رجالا يحملون أكياس جثث سوداء على محفات. وبدا جزء من ذيل الطائرة وقطعا أخرى متناثرة على الأرض قرب منطقة غابات نصب فيها محققو الطب الشرعي خيمة.
وأفاد منفذ بازا الإخباري، الذي له مصادر جيدة بين وكالات إنفاذ القانون، بأن المحققين يركزون على نظرية تفيد باحتمال زرع قنبلة أو اثنتين على متن الطائرة.
وقالت مصادر لم تُذكر بالاسم لوسائل إعلام روسية إنها تعتقد أن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو أو أكثر. ولم تتمكن رويترز من تأكيد أي من الروايتين.
وقال سكان كوجينكينو إنهم سمعوا دويّا ثم رأوا الطائرة وهي تسقط على الأرض. ولم تُظهر الطائرة أي علامة على وجود مشكلة حتى سقطت بشدة في آخر 30 ثانية، بحسب بيانات تتبع الرحلة.
وقال قروي ذكر أن اسمه أناتولي "لم يكن رعدا، بل كان انفجارا مدويا، دعونا نضع الأمر على هذا النحو".
ووضع أشخاص زهورا وأضاءوا شموعا قرب مقر فاجنر في سانت بطرسبرج.
* سيد الأوهام
قالت امرأة ذكرت أن اسمها يلينا لرويترز في موسكو "أول شيء أعتقده هو أن هذا الرجل ارتكب أخطر الجرائم التي يمكن أن يرتكبها عسكري. أعتقد أن ما كان يضمن سلامته هو توقفه عما بدأه. لكنه لم يتوقف".
وقال رجل ذكر أن اسمه بوريس "كان هذا الرجل، في الواقع، سيد الأوهام. ربما لم يمت. لا أحد يعرف بعد. لن ينظموا جنازة أو يظهروا الجثة".
وأعلنت قناة جراي زون على تيليجرام، وهي مرتبطة بفاجنر، وفاة بريجوجن مساء الأربعاء ووصفته بالبطل والوطني الذي مات على أيدي "خونة لروسيا".
ومع غياب الحقائق المؤكدة، اتهم بعض أنصاره الدولة بينما أشار آخرون إلى أوكرانيا التي احتفلت بعيد استقلالها يوم الخميس.
وأيا كان المسؤول عن الحادث فإن من شأن موت بريجوجن أن يخلص بوتين من شخص كان بمثابة التحدي الأشد خطورة لسلطته منذ وصوله إلى السلطة عام 1999.
كما أن من شأن مقتل بريجوجن أن يترك فاجنر بلا قيادة مما يثير تساؤلات عن عملياتها المستقبلية في أفريقيا وأماكن أخرى. وأثارت المجموعة ثائرة بوتين في يونيو حزيران بتنظيم تمرد فاشل ضد كبار ضباط الجيش.
ونشرت وكالة النقل الجوي الروسية (روسافياتسيا) أسماء جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة التي سقطت بمن فيهم بريجوجن وديمتري أوتكين، ذراعه اليمنى.
وأشار عباس جالياموف، الكاتب السابق لخطابات بوتين والذي تحول إلى منتقد لسياساته، إلى أن الرئيس الروسي وراء الحادث دون تقديم دليل.
وكتب جالياموف على تيليجرام يقول "المؤسسة مقتنعة الآن بأنه لن يكون من الممكن معارضة بوتين. بوتين قوي بما فيه الكفاية وقادر على الانتقام".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين إنه لا يعرف ما حدث.
وأضاف يوم الأربعاء "لكنني لست مندهشا. ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا دون أن يكون بوتين وراءه".
وأظهر موقع فلايترادار24 على الإنترنت أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار الساعة 1511 بتوقيت جرينتش. وأظهر مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن التحقق منه، طائرة تشبه الطائرة الخاصة وهي تسقط من السماء.
وقاد بريجوجن (62 عاما) تمردا ضد قيادات الجيش الروسي يومي 23 و24 يونيو حزيران، وهو تمرد قال عنه بوتين إنه كان سيلقي بروسيا في هوة حرب أهلية.
وانتقد بريجوجن على مدى شهور الطريقة التي تدير بها روسيا حربها في أوكرانيا وحاول الإطاحة بوزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
وانتهى التمرد بالتفاوض وصفقة فيما يبدو من الكرملين شهدت موافقة بريجوجن على الانتقال إلى روسيا البيضاء المجاورة. لكن من الناحية العملية بدا وكأنه يتحرك بحرية داخل روسيا بعد الاتفاق.
ونشر كلمة مصورة يوم الاثنين قيل إنها التُقطت في أفريقيا لكن تبين أنها كانت في قمة روسية أفريقية في سان بطرسبرج في يوليو تموز.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)