💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

مشوار طويل من التعافي ينتظر درنة الليبية مع تواصل البحث عن مفقودين جراء الفيضانات

تم النشر 16/09/2023, 18:23
© Reuters. متطوعون يستعدون لتحميل جثث ضحايا الفيضانات على شاحنة أثناء سيرهم على شاطىء درنة يوم السبت في أعقاب الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت شر

من أيمن الورفلي وأحمد العمامي

درنة (ليبيا) (رويترز) - واصل سكان مدينة درنة بشرق ليبيا يوم السبت إحصاء حجم الخسائر التي تكبدوها جراء الفيضانات التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الساحلية، مع استمرار البحث عن مفقودين لليوم السادس على التوالي وانتشال المزيد من الجثث من البحر.

وتحول الشارع المركزي الذي كان ذات يوم مركزا تجاريا رئيسيا في درنة بفضل المحلات التجارية المصطفة على جانبيه إلى منطقة مهجورة إلى حد كبير ولم يكسر حالة الصمت هذه إلا صوت هرير الريح أمام المباني المدمرة بينما كان عدد قليل من الأفراد يجلسون في حالة من الحزن على الطريق يحتسون القهوة ويحصون حجم الأضرار.

وقال المُعلم طارق فهيم الحصادي (44 عاما) الذي لقيت زوجته وأحفاده الخمسة الصغار حتفهم في الفيضانات "أول شيء أخشاه هو استمرار هذا الوضع لفترة طويلة". ونجا هو وابنه بعد أن تسلقا إلى السطح.

وقال وهو يبكي بينما كان يحرس منزله المدمر "هذا يحتاج إلى مثابرة وأخشى أن يكون الدعم القادم إلينا مؤقتا"، لكنه أضاف أنه مصمم على عدم مغادرة المنطقة.

وقال الحصادي إن مياه الفيضانات جرفت مبنى مكونا من ثلاثة طوابق يقع في الجهة المقابلة لمسافة 60 مترا على الطريق.

وعلى الواجهة البحرية لدرنة حيث أمكن رؤية سيارة مدمرة فوق حواجز خرسانية موضوعة للعواصف وأخشاب متناثرة فوق برك موحلة، كانت آلات الحفر تعمل على تمهيد الطرق لفرق الإنقاذ بينما كانت طائرة هليكوبتر تمسح البحر بحثا عن جثث.

وتسبب انهيار سدين جنوبي درنة، التي يقدر عدد سكانها بما لا يقل عن 120 ألف نسمة، مساء يوم الأحد في جرف أحياء بأكملها أو غمرها بالطين مما أدى لإطلاق السيول الناجمة عن مياه الفيضانات على مجرى نهر عادة ما يكون جافا.

وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن أكثر من خمسة آلاف شخص في عداد الموتى، مع تسجيل 3922 حالة وفاة في المستشفيات. ونزح نحو 38640 شخصا من المنطقة التي ضربتها الفيضانات.

ويقول مسؤولون إن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقال قيس، وهو عامل إنقاذ تونسي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط بينما كان يقف في الواجهة البحرية، "الوضع مأساوي للغاية... لم نشهد مثل هذا الضرر الناجم عن المياه من قبل".

وقال كمال السيوي المسؤول عن المفقودين إن أكثر من 450 جثة انتشلت خلال الأيام الثلاثة الماضية من شاطئ البحر، بينها عشر جثث كانت مدفونة تحت الأنقاض.

وقال لرويترز "العمل مستمر ومعقد للغاية... هذه العملية من وجهة نظري تتطلب شهورا وسنوات".

* مقابر جماعية

قالت منظمة الصحة العالمية يوم السبت إنها أرسلت جوا كمية كافية من المساعدات الطارئة لنحو 250 ألف شخص تضرروا من العاصفة دانيال في شرق ليبيا، مشيرة إلى أن المساعدات تشمل أدوية ضرورية وإمدادات للعمليات الجراحية وأكياسا لجثامين الضحايا.

وأعلنت السعودية مغادرة أولى رحلاتها الإغاثية إلى ليبيا، وقالت روسيا إن ثالث رحلاتها الجوية وصلت محملة بمستشفى متنقل.

وقالت السفارة الإيطالية في ليبيا إن سفينة تابعة لسلاح البحرية رست في درنة وكانت تحمل على متنها إمدادات تشمل خياما وأغطية ومضخات مياه وجرارات، ونشرت صورا لسفن أصغر تنقل معدات إلى الشاطئ.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص دفنوا في مقابر جماعية، مما دفع منظمات إغاثة للتحذير من خطر تلوث المياه أو التسبب في اضطرابات نفسية لعائلات الضحايا.

وقال مدير عام المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض حيدر السائح إن الجثث لا تمثل خطرا يذكر إلا إذا كانت تحمل أمراضا، لكنه أشار إلى أن حالات الإسهال المسجلة ارتفعت من 55 يوم الجمعة إلى 150 بسبب شرب المياه الملوثة.

وتضررت درنة بشدة بسبب الاضطرابات والصراع في ليبيا في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي خلال انتفاضة شعبية في عام 2011.

وسيطر عليها مسلحون متشددون لعدة سنوات ثم حاصرتها قوات موالية لقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر وسيطرت عليها في 2019.

© Reuters. متطوعون يستعدون لتحميل جثث ضحايا الفيضانات على شاحنة أثناء سيرهم على شاطىء درنة يوم السبت في أعقاب الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت شرق البلاد . تصوير : زهرة بن سمرة - رويترز .

وتدهورت البنية التحتية في أنحاء ليبيا وسط حالة من الشلل السياسي مستمرة منذ عقد، وحذر خبراء من أن درنة تواجه كارثة محتملة في حالة عدم صيانة السدود الموجودة خارج المدينة.

ومن الممكن أن يؤدي استمرار الانقسامات السياسية في ليبيا مع وجود أكثر من حكومة وبرلمان في الشرق والغرب إلى عرقلة جهود الإغاثة.

(شارك في التغطية عمر عبد الرازق في القاهرة وإيما فارج في جنيف - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.