من فيليكس لايت وآندرو أوزبورن
يريفان (رويترز) - أعلنت أذربيجان يوم الأربعاء أنها أوقفت تحركا عسكريا في منطقة ناجورنو قرة باغ المتنازع عليها بعد تحقيق نجاح في ساحة المعركة أجبر القوات الانفصالية الأرمنية على الموافقة على وقف لإطلاق النار ستعود المنطقة بموجبه إلى سيطرة باكو.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اشتركت أذربيجان ووزارة الدفاع الروسية، التي تنشر قوات حفظ سلام على الأرض، في وضع خطوطه العريضة، فإنه سيتم حل القوات الانفصالية ونزع سلاحها، بينما من المقرر أن تبدأ يوم الخميس محادثات حول مستقبل عرقية الأرمن التي تعيش بالمنطقة.
وفي خطاب إلى الأمة مساء الأربعاء، قال إلهام علييف رئيس أذربيجان إن باكو استعادت سيادتها "بقبضة حديدية" خلال عملية استمرت 24 ساعة شنتها قوات برية مدعومة بغطاء من القصف المدفعي مما أجبر المنطقة الانفصالية على الاستسلام.
وقال إن القوات الأرمنية بدأت تسليم أسلحتها والمغادرة وإن 120 ألف أرمني يعيشون في قرة باغ سيستطيعون المشاركة في الانتخابات الأذرية وتلقي التعليم الحكومي وممارسة شعائرهم الدينية المسيحية بحرية في أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة.
وتابع علييف "سنحول قرة باغ إلى فردوس"، مضيفا أنه رجل يلتزم بكلمته.
وخوفا مما قد يجلبه المستقبل، احتشد الآلاف من الأرمن في مطار في ستيباناكيرت عاصمة قرة باغ المعروفة باسم خانكندي لدى الأذريين. ولجأ آخرون إلى قوات حفظ السلام الروسية للاحتماء أملا في أن يساعدوهم على الرحيل جوا.
وقال روبن فاردانيان، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة عرقية الأرمن في قرة باغ، لرويترز "يخبروننا بكل بساطة بأننا يتعين علينا الرحيل، لا أن نبقى هنا، أو أن نقبل بأن هذا جزء من أذربيجان، هذه بكل بساطة عملية تطهير عرقي".
وذكر مسؤول انفصالي أرمني آخر يوم الأربعاء أن 200 على الأقل قتلوا في المعارك وأصيب أكثر من 400. وأوضح أن عشرة ممن لقوا حتفهم كانوا من المدنيين وأن من بينهم خمسة أطفال. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الأرقام.
* رئيس الوزراء الأرميني تحت الضغط
قد يتسبب انتصار أذربيجان، المدعومة من تركيا والتي فاقت قواتها الانفصاليين عددا، في حدوث أزمة سياسية في أرمينيا المجاورة التي تستشيط فيها بعض القوى السياسية غضبا من عدم قدرة الحكومة على فعل المزيد لحماية أرمن قرة باغ.
ويواجه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بالفعل مطالبات من بعض المعارضين بالاستقالة واحتشد الآلاف من المحتجين في العاصمة الأرمينية مساء الأربعاء لمطالبة الحكومة بفعل المزيد من أجل أرمن قرة باغ.
وهتف بعضهم "نيكول خائن!".
* تسليم الأسلحة
من المتوقع أن يغادر المقاتلون الانفصاليون من قرة باغ إلى أرمينيا بعد تسليم دباباتهم ومدفعيتهم لقوات حفظ السلام الروسية، إلا أن بعضهم مدرجون على قائمة للمطلوبين في أذربيجان ومن المرجح اعتقالهم.
ولم تتدخل أرمينيا عسكريا في الموقف، وتقول إنه ليس لديها قوات في قرة باغ. وقال علييف عن عدم تدخل أرمينيا عسكريا في الموقف إنه أمر محل تقدير.
ولم يتضح عدد أفراد عرقية الأرمن الذين قرروا البقاء في قرة باغ.
وقال باريور هوفهانيسيان نائب وزير الخارجية الأرميني لرويترز إن أرمن قرة باغ يمكنهم "في العالم المثالي" التعايش مع حكم أذربيجان، لكن التجربة التاريخية تجعل الأمر عصيا على التصور.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)