من دافني بساليداكيس
واشنطن (رويترز) - وصلت مسؤولتان كبيرتان بالإدارة الأمريكية إلى أرمينيا يوم الاثنين غداة بدء نزوح الأرمن من ناجورنو قرة باغ في أعقاب هزيمة مقاتلي المنطقة الانفصالية أمام أذربيجان في صراع يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية.
وتعد زيارة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا والشؤون الآسيوية الأوروبية، يوري كيم، هي الأولى من نوعها إلى أرمينيا منذ اضطرار الأمن في قرة باغ إلى الموافقة على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول أمريكي إن باور ستلتقي مع كبار المسؤولين في الحكومة الأرمينية، وهو نبأ كانت رويترز أول من أوردته، وستؤكد الشراكة الأمريكية مع أرمينيا.
وأضاف المسؤول أن باور سوف "تعبر عن قلقها البالغ بشأن السكان الأرمن في ناجورنو قرة باغ وتبحث التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية هناك".
وأوضح أن باور أول مديرة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تزور أرمينيا.
وقالت الوكالة الأمريكية في الإعلان عن الزيارة "يساور الولايات المتحدة قلق بالغ إزاء التقارير عن الأوضاع الإنسانية في ناجورنو قرة باغ وتدعو إلى السماح بوصول المنظمات الإنسانية الدولية وحركة التجارة دون أي عوائق".
وأُجبر الأرمن في قرة باغ، المعترف بها دوليا جزءا من أذربيجان ولكنها لم تكن خاضعة لسيطرتها سابقا، على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي وذلك بعد عملية عسكرية استمرت 24 ساعة نفذها الجيش الأذري الأكبر حجما.
ولا يثق الأرمن بتعهدات أذربيجان بضمان حقوقهم مع ضمها المنطقة. وقالت قيادة ناجورنو قرة باغ لرويترز إن الأرمن الذين يبلغ عددهم 120 ألفا في المنطقة لا يرغبون في العيش تحت حكم أذربيجان خشية الاضطهاد والتطهير العرقي.
وقالت حكومة أرمينيا إن أكثر من 2900 شخص عبروا إلى البلاد من قرة باغ بحلول الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين.
وجهزت أرمينيا مساحة لعشرات الآلاف من الأرمن تشمل فنادق قريبة من الحدود على الرغم من أن رئيس الوزراء نيكول باشينيان يقول إنه لا يريدهم أن يغادروا منازلهم ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية.
وتُرك آلاف من أرمن قرة باغ دون طعام.
وقالت سلطات الأرمن في المنطقة في وقت متأخر يوم السبت إن نحو 150 طنا من المساعدات الإنسانية من روسيا و65 طنا أخرى من الطحين (الدقيق) أرسلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصلت إلى المنطقة.
وتدير إقليم قرة باغ إدارة انفصالية منذ الحرب التي اندلعت في أوائل التسعينيات خلال انهيار الاتحاد السوفيتي.
وبعد عقود من المناوشات، انتصرت أذربيجان في عام 2020، بدعم من تركيا، في الحرب الثانية بالمنطقة والتي استمرت 44 يوما لتستعيد السيطرة على الأراضي في قرة باغ وما حولها.
وانتهت تلك الحرب باتفاق سلام توسطت فيه روسيا، ويتهم الأرمن موسكو بالفشل في ضمانه.
(إعداد ماهيتاب صبري ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير سها جادو ومحمد محمدين)