من أحمد محمد حسن
القاهرة (رويترز) - قال مصدران أمنيان مصريان يوم الأربعاء إن مصر ناقشت خططا مع الولايات المتحدة ودول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية عبر حدودها مع قطاع غزة، لكنها ترفض أي تحرك لإقامة ممرات آمنة لعبور اللاجئين النازحين من القطاع.
ويسكن قطاع غزة نحو 2.3 مليون شخص يعيشون في حصار منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع في 2007.
وتفرض مصر منذ فترة طويلة قيودا على تدفق سكان غزة إلى أراضيها، حتى خلال أعنف الصراعات.
ودائما ما تصر القاهرة، التي غالبا ما تتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، على أن يحل الطرفان الصراعات داخل حدودهما، قائلة إن هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين من خلاله ضمان حقهم في إقامة دولتهم.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع إسرائيل ومصر حول فكرة الممر الآمن للمدنيين في غزة التي تعرضت لهجوم إسرائيلي ضخم ردا على توغل مقاتلي حماس إلى إسرائيل وقتلهم المئات. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء إن هذه المشاورات مستمرة.
وذكر أحد المصدرين طالبا عدم ذكر اسمه إن مصر رفضت فكرة الممرات الآمنة للمدنيين لحماية "حق الفلسطينيين بالتمسك بقضيتهم وأرضهم".
وما تزال عدة دول عربية لديها مخيمات للاجئين فلسطينيين هم أحفاد من تركوا منازلهم عند قيام دولة إسرائيل في 1948. ويقول الفلسطينيون ودول عربية أخرى إن اتفاق السلام النهائي يتعين أن يشمل حق هؤلاء اللاجئين في العودة، وهو أمر دأبت إسرائيل على رفضه.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه لا بد من السماح بدخول المؤن الضرورية للمعيشة، ومنها الوقود والأغذية والمياه، إلى غزة.
وذكر جوتيريش للصحفيين "نحتاج الآن إلى دخول المساعدات الإنسانية سريعا وبلا عوائق"، وتوجه بالشكر إلى مصر "على مشاركتها البناءة لتسهيل الوصول الإنساني من خلال معبر رفح وعلى جعل مطار العريش متاحا للمساعدات الضرورية".
وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في وقت لاحق "المدنيون بحاجة إلى حمايتهم. لا نريد أن نشهد نزوحا جماعيا لسكان غزة".
* وقف محدود لإطلاق النار
ذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن السيسي قال لوزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال اجتماع في القاهرة إن مصر تكثف جهودها لاحتواء الموقف في غزة.
وأفادت المصادر الأمنية المصرية بأن المحادثات بين مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا تناولت فكرة توصيل المساعدات الإنسانية من خلال معبر رفح بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية بموجب وقف محدود لإطلاق النار.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العمل بدأ في توصيل المساعدات دون الخوض في التفاصيل.
ومعبر رفح مغلق منذ يوم الثلاثاء بعد قصف إسرائيل للجانب الفلسطيني، وفقا لمسؤولين في القطاع ومصادر مصرية.
وأدلت مصر بتصريحات قوية هذا الأسبوع حذرت فيها من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى نزوح سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى الأراضي المصرية.
وقالت أميرة أورون سفيرة إسرائيل لدى مصر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن إسرائيل "ليس لديها أي نوايا فيما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك ... سيناء هي أرض مصرية".
وردا على سؤال حول احتمال حدوث نزوح، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري عقب اجتماعه مع نظيره الإيطالي "مصر حرصت على فتح معبر رفح لتوفير المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية، ولكن عدم الاستقرار وتوسيع رقعة الصراع تشجع على مزيد من الهجرة ومزيد من اللجوء إلى مناطق آمنة ومنها أوروبا".
(إعداد محمد حرفوش ونهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة وحسن عمار)