أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

قرية بجنوب لبنان تتشبث بالأمل وتستعد للأسوأ وسط حرب غزة

تم النشر 01/11/2023, 20:11
محدث 01/11/2023, 20:25
© Reuters. طوني إلياس (40 عاما) كاهن قرية رميش المسيحية يتحدث للصحفيين حول الصراع بين إسرائيل وحزب الله .في كنسية القديس جاورجيوس بقرية رميش جنوب لبنان .
USD/ILS
-
USD/LBP
-

من رهام الكوسى وعبد العزيز بومزار

رميش (لبنان) (رويترز) - على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، يراود الأمل سكان قرية مسيحية في أن تنجو قريتهم من ويلات الحرب لكنهم في الوقت نفسه يعدون العدة لاحتمالات تفاقم أعمال القتال بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.

وتقع قرية رميش على بعد بضعة كيلومترات فحسب من الحدود، وكابدت القرية بالفعل ويلات ثلاثة أسابيع من الاشتباكات على طول الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران الذي يهيمن على جنوب لبنان.

وفر نصف سكانها شمالا منذ أن بدأت القذائف تتساقط على التلال القريبة. وأضر تعطل موسم حصاد الزيتون بمعايشهم أكثر مما أضرت بها أعمال العنف التي شهدها جنوب لبنان منذ الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006.

وتعيش القرية أيضا حالة الاضطراب التي تعم لبنان نتيجة الصراع الدائر على بعد نحو 200 كيلومتر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، حليفة حزب الله المدجج بالسلاح.

ويتحاشى السكان الذين ظلوا مقيمين في رميش التفكير في الأزمة التي دفعت بالصراع إلى أعتاب منازلهم، ويحاولون المضي قدما في عيش حياة طبيعية في القرية التي ما زالت كنيستها التي تعود إلى القرن الثامن عشر تقيم ثلاثة قداديس يوميا.

وقال كاهن القرية طوني إلياس (40 عاما) بينما كانت طائرة عسكرية مسيرة تحلق في سماء المنطقة "حاسين نوعا ما، ما بدي (لا أريد) أقول بكتير أمان لكن الوضع ستابل (مستقر) يعني فيه استقرار معين".

وأضاف الكاهن أنهم اعتادوا على سماع صوت الطائرات المسيرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

ورميش واحدة من نحو عشر قرى مسيحية أو أكثر قرب الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان الذي تسكنه أغلبية شيعية. وخلال حرب عام 2006، لجأ نحو 25 ألف شخص من البلدات المحيطة إلى رميش.

وتلوح في الأفق ذكريات صراع عام 2006 بشكل كبير. وأقام سكان رميش المحليون والجمعيات الخيرية مستشفى مؤقتا في إحدى المدارس، تحسبا لتفاقم الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل التي اقتصرت إلى حد كبير حتى الآن على المناطق الواقعة على الحدود.

وقال جورج ماضي وهو طبيب من القرية إنهم أقاموا المستشفى الميداني تحسبا لتفاقم الأمور ولما قد ينشأ من ظروف كما حدث في حرب يوليو تموز 2006.

* الحرب والسلام

وتؤثر التوترات على الاقتصاد المحلي مما يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها السكان الذين لا يزالون يعانون من آثار الانهيار المالي المدمر الذي حدث في لبنان قبل أربع سنوات.

وقال شربل العلم (58 عاما) الذي يستمد دخله من زراعة التبغ، وهي صناعة مهمة تاريخيا في جنوب لبنان إنه إذا طال أمد الحرب، لن يستطيع البقاء في القرية.

وأضاف أنه في حرب 2006 جفت نباتات التبغ في الحقول ولم يتمكن أحد من حصادها.

صحيح أن المزارعين تمكنوا من جمع محصول هذا العام، لكن الشكوك تساورهم حول قدرتهم على زراعة محصول العام المقبل. وقال كثيرون من السكان المحليين إن الأعمال التجارية في رميش توقفت عموما.

وعلى عكس المناطق المحيطة، لا يوجد أي أثر لراية حزب الله باللونين الأصفر والأخضر في رميش.

وتجنب رئيس بلدية رميش، ميلاد العلم، توجيه أي انتقاد لحزب الله، وقال إن الجيش اللبناني يجب أن يكون القوة العسكرية الوحيدة في لبنان، وهو الرأي الذي عبر عنه معارضو حزب الله الذين يقولون إن ترسانته قوضت الدولة.

وقال العلم "ما في أي ملجأ، ولا مواطن عنده ملجأ... يعني لو فيه ملجأ أو طابق اندر جراوند (تحت الأرض) بيساع (يسع) 10 أو 15 (شخص) بس ما في طابق بيساع 4500 (عدد سكان القرية)... وهايدي كمان من مساوئ الدولة، إذا كان فيه حرب المفروض هي تأمننا (توفر لنا الأمان)".

وأضاف "إحنا (نحن) ما بنتواصل (لا نتواصل) إلا مع الجيش اللبناني... مش إحنا اللي بأيدنا (ليس بأيدينا) قرار الحرب يعني لو كان القرار بأيدنا كان الوضع غير هيك (مختلف)".

© Reuters. طوني إلياس كاهن قرية رميش المسيحية يتحدث للصحفيين حول الصراع بين إسرائيل وحزب الله في كنيسة القديس جاورجيوس بقرية رميش جنوب لبنان يوم الثلاثاء تصوير :زهرة بن سمرة -رويترز.

وقال "في حرب تموز (يوليو) 2006 من أول ساعة في الحرب قطعوا كل الطرقات والأهالي بقيوا هونا (مكثوا هنا) لليوم السبعتاشر (السابع عشر)... (لا يريدون أن) يتركوا الضيعة وما كان عندهم ولا شيء... ولا أدوية (عقاقير) ولا شيء".

وقال القس إلياس إنه واثق من أن رميش لن تتعرض للقصف وأضاف "في النهاية عارفين أن ما في شيء راح يصير بقلب الضيعة... اتكال (توكلا) على ربنا. هذا هو الاستابل (الاستقرار) وطالما موجودين وطالما هيك عايشين بقلب الضيعة... إذا بدك (يمكنك القول إنه لا يوجد) النية باتجاهنا أو من قبالنا، ما بدنا حرب ما بدنا شيء احنا ضيعة مسالمة".

(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.