من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأربعاء من أن قطاع غزة يواجه "كارثة إنسانية ملحمية" بينما تتزايد الدعوات إلى أن يحل وقف لإطلاق النار محل الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأوضح جوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن برئاسة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي ترأس بلاده المجلس في نوفمبر تشرين الثاني "هناك مفاوضات مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة، وهي تحظى بترحيب قوي من جانبنا، لكننا نعتقد أننا بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
واستمرت مفاوضات اللحظة الأخيرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأربعاء لتمديد الهدنة في غزة.
وقال وانغ أمام المجلس "ينبغي لنا العمل على وقف شامل ودائم لإطلاق النار". وأضاف "لا يوجد حائط صد في غزة أيضا. سيتحول استئناف القتال فحسب، على الأرجح، إلى كارثة ستبتلع المنطقة بأكملها".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وهو يقف مع نظرائه من مصر وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وماليزيا، للصحفيين في الأمم المتحدة إن المساعدات التي تدخل غزة "أقل بكثير من اللازم".
وتابع "الخطر هو أنه إن ... انتهى سريان هذه الهدنة فسنعود إلى القتل بالنطاق الذي شهدناه، وهو نطاق لا يُحتمل". وأضاف "لذا، نحن هنا للإدلاء ببيان واضح مفاده أن الهدنة لا تكفي. المطلوب هو وقف إطلاق النار".
واتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد (NASDAQ:GILD) إردان الوزراء العرب بدعم "منظمة إرهابية تهدف إلى تدمير إسرائيل".
وقال لمجلس الأمن "كل من يدعم وقف إطلاق النار يدعم بشكل أساسي استمرار حكم حماس الإرهابي في غزة. حماس منظمة إرهابية، هم لا يخفون ذلك، وليست شريكا موثوقا به في السلام".
* حماية المدنيين
تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس قتلوا 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة حين شنوا هجوما مباغتا في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل. وردت إسرائيل بقصف القطاع جوا وفرضت حصارا عليه ونفذت اجتياحا بريا.
وذكرت ليندا توماس جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أنه يجب بذل كل جهد ممكن لتوسيع نطاق المساعدات وحماية المدنيين، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة والصحفيون.
وقالت أمام مجلس الأمن "حثت الولايات المتحدة إسرائيل على اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع سقوط قتلى وجرحى مدنيين مع ممارسة حقها في حماية شعبها من أفعال الإرهاب"، مضيفة أن استخدام حماس المدنيين دروعا بشرية "لا يقلل من مسؤولية إسرائيل".
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 15 ألف شخص تأكد مقتلهم ونحو 40 بالمئة منهم من الأطفال دون 18 عاما، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقا بها. وتوجد مخاوف من وجود آخرين مدفونين تحت الأنقاض.
وأطلع جوتيريش المجلس على مدى تنفيذ القرار الذي اعتمده في وقت سابق من الشهر الجاري والذي دعا إلى هدن إنسانية من القتال للسماح بتوصيل المساعدات وتحرير كل الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لمجلس الأمن "الهدنة يجب أن تصبح وقفا لإطلاق النار.. وقفا دائما لإطلاق النار. لا يمكن السماح باستئناف المجازر".
وأضاف "شعبنا يواجه تهديدا وجوديا. لا شك في هذا. ومع كل الحديث عن تدمير إسرائيل، فلسطين هي التي تواجه خطة لتدميرها تنفذ في وضح النهار".
(إعداد أميرة زهران ونهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)