من إيلي بيرلزون
حولون (إسرائيل) (رويترز) - يشاهد يوسي شنايدر مقطعا مصورا داخل منزل على هاتفه من شقته القريبة من تل أبيب.
ويظهر في المقطع رضيع بشعر أحمر وهو يضحك في سرير أطفال. وكان أخوه الذي يكبره ببضع سنوات بشعر أحمر أيضا ينحني له داخل السرير ويقبل رأسه، ليطلق بعدها الطفل ضحكات بصوت عال.
والطفلان هما كفير (عشرة أشهر) وأرييل بيباس (4 سنوات)، وهما آخر طفلين يقول مسؤولون إسرائيليون إنهما ما زالا محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وقال شنايدر، أحد أقارب شيري بيباس، أم الطفلين والمحتجزة هي الأخرى مع زوجها ياردن "أرييل وكفير هما الأخيران. كفير هو أصغر طفل في الأسر.. هو الأصغر".
واحتجز مسلحون من حركة حماس عائلة بيباس، إلى جانب أكثر من 200 آخرين، خلال هجوم في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات جنوب إسرائيل، الأمر الذي أشعل فتيل حرب مدمرة في غزة.
وأُطلق سراح أكثر من 100 محتجز في هدنة استمرت أسبوعا وانتهت يوم الجمعة، لكن عائلة بيباس المكونة من طفلين ووالديهما لم يطلق سراح أي من أفرادها بعد.
وقال شنايدر "بعض المختطفين، عندما عادوا رووا قصصا عن ظروف احتجازهم، ومن الأشياء التي قالها الأطفال إنهم كانوا يطلبون منهم دائما التزام الصمت".
وأضاف "أنا أفكر مع نفسي، طفل صغير مثل كفير يبكي. لقد بدأت أسنانه الأولى في الظهور الآن وهو يبكي. لذا، كيف تمنعون طفلا من البكاء؟ ما الذي تحتاجون إليه من أجل القيام بذلك؟".
وتقول حماس إن كفير وأرييل وشيرا بيباس قتلوا خلال قصف إسرائيلي، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه لم يتحقق بعد من هذه المعلومة.
ونشرت حماس أيضا مقطعا مصورا للأب ياردن، وهو جالس أمام جدار أبيض في الأسر ويختنق بالبكاء، متوسلا دفن عائلته في إسرائيل.
ووصف الجيش الإسرائيلي المقطع بأنه "توثيق قاس" و"عمل من أعمال الإرهاب النفسي".
وقال شنايدر إن المقطع أظهر ياردن في حالة خطيرة ويبدو أنه فقد الكثير من وزنه.
وأضاف "لكنك ترى أنه حي. لذا مرة أخرى، هناك (نقطة) ضوء".
وبعد شهرين في الأسر، برزت قصة الأخوين بين عشرات الرهائن بسبب حداثة عمرهما وشعرهما الأحمر.
وقال "هناك ضوء... وأنا متأكد بنسبة 100 بالمئة من أنهم على قيد الحياة وسيعودون".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)