من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال الجيش الأردني إنه أحبط مخططا لعشرات المتسللين من سوريا المرتبطين بميليشيات موالية لإيران بعدما عبروا حدود الأردن بقاذفات صواريخ وألغام مضادة للأفراد ومتفجرات.
وقالت قناة المملكة الحكومية إن الجيش فجر مركبة محملة بالمتفجرات في إطار مواجهته أكبر عملية مسلحة لتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.
وقال الجيش في وقت سابق إن المتسللين فروا عبر الحدود بعد إصابة عدد من أفراد الجيش في أحدث عمليات التسلل الكبرى منذ بداية الشهر والتي أدت إلى مقتل جندي أردني وما لا يقل عن عشرة من المهربين.
وذكرت مصادر مخابرات إقليمية أن الأردن شن عدة غارات جوية نادرة يوم الاثنين داخل سوريا استهدفت مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران ردا على عملية التهريب.
وقالوا إن القصف استهدف منازل كبار تجار المخدرات ومزارع أظهرت معلومات المخابرات أنها مخابئ آمنة للمهربين المدججين بالسلاح الذين استخدموا أيضا مسيرة لإسقاط شحناتهم.
وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن الجيش الأردني يدرس شن ضربات استباقية داخل سوريا لاستهداف الجماعات المسلحة المرتبطة بتجارة المخدرات ومنشآتها في محاولة لوقف ما يقولون إنه ارتفاع مثير للقلق في عمليات التسلل عبر الحدود.
ويقول المسؤولون الأردنيون، مثل حلفائهم الغربيين، إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والجماعات المسلحة الموالية لإيران التي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة.
وقال سميح المعايطة، الوزير السابق الذي أطلعه المسؤولون على التطورات، "الأردن يعرف الدولة التي تقف وراء ذلك. إيران هي التي ترعى هذه الميليشيات".
وتقول إيران وحزب الله إن هذه المزاعم جزء من مؤامرات غربية. وتنفي سوريا التواطؤ مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والمرتبطة بجيشها وقواتها الأمنية.
ويقول خبراء الأمم المتحدة ومسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن تجارة المخدرات غير المشروعة هي مصدر التمويل للفصائل المسلحة الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة التي زادت عددا خلال الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.
وأصبحت سوريا التي مزقتها الحرب المركز الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات والتي يقدر حجمها بمليارات الدولارات. وأصبح الأردن طريق عبور رئيسيا إلى دول الخليج الغنية بالنفط لمخدر الأمفيتامين المصنع في سوريا والمعروف باسم حبوب الكبتاجون، حسبما تقول واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات.
وتنفي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها. وتقول إيران إن الاتهامات بأنها تقف وراء تجارة المخدرات هي جزء من مؤامرات غربية ضدها.
وقال الجيش الأردني إنه ضبط نحو خمسة ملايين حبة كبتاغون يوم الاثنين في واحدة من أكبر العمليات من هذا القبيل في السنوات القليلة الماضية.
وشدد على أن "القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم مع أي تهديد على الواجهات الحدودية وأي مساع يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه".
(تغطية صحفية سليمان الخالدي - إعداد محمود رضا مراد وعلي خفاجي للنشرة العربية)