من معيان لوبيل وسيمون لويس
القدس/عمان (رويترز) - ناقش دبلوماسيون دوليون كبار استراتيجيات منع الحرب في غزة من الاتساع إلى خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الأحد بعد ثلاثة أشهر بالضبط من بدء الصراع في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الفلسطينية والإسرائيلية مقتل آلاف العسكريين والمدنيين.
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بزيارتين منفصلتين إلى المنطقة لمحاولة وقف امتداد الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر إلى لبنان والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وممرات الشحن في البحر الأحمر.
وكثيرا ما تتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار عبر الحدود، وتشهد الضفة الغربية حالة غضب تصل إلى حد الغليان بينما يبدو أن الحوثيين المتحالفين مع إيران عازمون على مواصلة الهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر حتى توقف إسرائيل قصفها لغزة.
وكان بلينكن في عمان بالأردن بعد توقفه في تركيا واليونان. وكان بوريل في رحلة إلى لبنان في الفترة من الخامس إلى السابع من يناير كانون الثاني. وقال كلاهما للصحفيين إن أولويتهما هي وقف اتساع نطاق القتال.
وقال بلينكن للصحفيين قبل أن يتوجه إلى الأردن من خانيا باليونان، في رحلته الرابعة إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، عندما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما عبر الحدود على إسرائيل "نكثف تركيزنا على منع اتساع نطاق هذا الصراع".
وقدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري تقريرا يوم السبت، عشية مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب، إذ أشارت إسرائيل إلى تحول في الآونة الأخيرة لتقليص قواتها في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا دولية بشأن تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال هاجاري إن القوات الإسرائيلية أكملت تفكيك "الإطار العسكري" لحماس في شمال غزة وقتلت نحو 8000 مسلح في تلك المنطقة. وقال في إفادة صحفية عبر الإنترنت "نركز الآن على تفكيك حماس في وسط وجنوب قطاع (غزة)".
وأضاف "القتال سيستمر خلال عام 2024. نحن نعمل وفق خطة لتحقيق أهداف الحرب، وهي تفكيك حماس في الشمال والجنوب".
بدأ القصف والتوغلات الإسرائيلية في غزة بعد أن هاجم مسلحو حماس من القطاع إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس.
وأدى الهجوم الإسرائيلي، الذي يهدف إلى القضاء على حماس، إلى مقتل 22722 فلسطينيا حتى يوم السبت، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، فضلا عن تدمير قطاع غزة.
ولا تفرق أرقام الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بين المقاتلين والمدنيين، لكن الوزارة قالت إن 70 بالمئة من القتلى في غزة هم من النساء والأشخاص دون سن 18 عاما. وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية المدنية في غزة وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
* "ما زالوا يقصفوننا"
احتدم القتال يوم السبت في غزة، خاصة في مدينة خان يونس الجنوبية وبالقرب منها، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أعضاء من حماس.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفا كثيفا وقع في خان يونس بالقرب من مستشفى الأمل. وقال على منصة إكس إن شظايا تناثرت على المنشأة الطبية وسط دوي إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني مساء يوم السبت أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 وإصابة 50، فيما قتلت غارة أخرى على مدرسة في وسط غزة أربعة أشخاص.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة قتلت عدة مسلحين بالمدينة وعثرت على عتاد عسكري تستخدمه حماس.
واضطر معظم سكان غزة للنزوح مرة واحدة على الأقل بسبب القصف.
وقال الطفل محمود عوض (11 عاما) من أمام مشرحة في خان يونس يوم السبت إن والديه وأخواه قتلوا في هجمات إسرائيلية.
وأضاف "كنا في مخيم الشاطئ ونزلوا (الجيش الإسرائيلي) مناشير أنه غزة ساحة حرب، فنزحنا على خان يونس على أساس أنها أمان وقصفونا برضو".
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين، لكنها تقول إن مسلحي حماس يتعمدون الاندساس بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.
والتقى بلينكن بزعيمي تركيا واليونان يوم السبت في بداية رحلة تستغرق أسبوعا سيزور خلالها أيضا إسرائيل والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.
وفي اسطنبول أجرى بلينكن محادثات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينتقد بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وعرضت تركيا، التي لا تصنف حماس كمنظمة إرهابية، على عكس معظم حلفائها في حلف شمال الأطلسي، القيام بدور الوساطة.
وقال بلينكن إنه سيقضي الأيام القليلة المقبلة في مناقشة مع الحلفاء والشركاء حول كيفية استخدام نفوذهم لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية.
وأعرب بوريل عن قلقه في بيروت بشأن تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان ومخاطر احتمال جر لبنان إلى صراع غزة.
وقال "يتعين إبقاءالقنوات الدبلوماسية مفتوحة. الحرب ليست الخيار الوحيد، إنها الخيار الأسوأ".
(شارك في التغطية نضال المغربي وحاتم ماهر - إعداد مروة سلام للنشرة العربية)