جنين (الضفة الغربية) (رويترز) - قالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأحد إن ستة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في حين قالت إسرائيل إن جنديا إسرائيليا قتل، وذلك تزامنا مع زيارة للمنطقة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقالت إسرائيل إن طيرانها أطلق النار على مسلحين فلسطينيين هاجموا جنودا في جنين بينما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الضربة الجوية استهدفت أشخاصا تجمعوا في الموقع. وقال شهود عيان إن الهجوم وقع أثناء انسحاب القوات الإسرائيلية.
وقال مجاهد نزال، وهو طبيب فلسطيني كان أول من وصل إلى الموقع لرويترز "لحظة وصولي إلى المكان تبين لي أن هناك ستة شهداء أحدهم كان مقطوع الرأس".
وأضاف "يبدو أن الصاروخ أصابه بشكل مباشر، وآخرون كانت أطرافهم مقطعة إضافة إلى إصابتهم في مختلف أنحاء أجسامهم". وذكر أن مسعفون نقلوا مصابا إلى المستشفى.
وقال شاهد آخر يدعى أحمد سليمان "بالنسبة للمكان إللي صار فيه الحادث هو على مدخل مدينة جنين في منطقة اسمها مثلث الشهداء. يمكن مشاهدة آثار الصاروخ في الأرض والكثير من الدماء والأشلاء التي يواصل المواطنون جمعها، قطع صغيرة متناثرة في كل مكان".
ومن بين القتلى أربعة أشقاء، وفقا لما ذكره أقاربهم.
ووفقا لما أعلنه الجيش والشرطة الإسرائيليين فقد قتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وأصيب آخرون عندما اصطدمت سيارتهم بعبوة ناسفة خلال عمليات في جنين.
وقال الجيش إن طائرة هليكوبتر ساعدت في إنقاذ الجنود بإطلاق النيران لتغطيتهم، مضيفا أن طائرة أطلقت النار على "مجموعة إرهابية ألقت متفجرات وعرضت قواتنا للخطر، وقُتل عدد من الإرهابيين".
وأصدرت كتيبة جنين، وهي جناح عسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم على قوات الأمن الإسرائيلية.
وبدأ بلينكن يوم السبت زيارة للمنطقة تستغرق أسبوعا بهدف تهدئة التوتر الذي تصاعد منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أكتوبر تشرين الأول. وهاجم مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الهجوم الانتقامي الإسرائيلي أدى إلى مقتل 22700 فلسطيني، وامتد الصراع إلى الضفة الغربية ولبنان وممرات الملاحة في البحر الأحمر.
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أعلى مستويات العنف منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل، لكن المواجهات تصاعدت بشكل حاد مع الغزو الإسرائيلي لغزة.
وقتل مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية واعتقلت قوات الأمن الآلاف.
وستشمل جولة بلينكن، التي بدأت باجتماعات مع زعيمي تركيا واليونان، عدة دول عربية بالإضافة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
(تغطية صحفية علي صوافطة في جنين ومعيان لوبيل في القدس - إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية)