من أندريا شلال
واشنطن (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، الأمر الذي يشير إلى مسار قد يشمل حكومة غير عسكرية.
وذكر البيت الأبيض أن اتصال بايدن بنتنياهو كان الأول منذ نحو شهر، وأشار إلى أن المناقشات ركزت على الضربات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين إن نتنياهو كان يحاول ترتيب الاتصال الهاتفي "منذ مدة"، ونفى أن يكون جاء ردا على تعليقات نتنياهو يوم الخميس التي قال فيها إنه يعارض إقامة دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل.
وردا على سؤال بخصوص ما إن كان حل الدولتين مستحيلا مع وجود نتنياهو في منصبه قال بايدن "لا ليس مستحيلا".
وقال للصحفيين بعد اجتماع مع رؤساء بلدية أمريكيين إن نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين، مشيرا إلى أن هناك عددا من الأنماط الممكنة وأن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة.
وسئل بايدن عما إذا كان سيعيد النظر في شروط المساعدات لإسرائيل نظرا لتصريحات نتنياهو الرافضة لحل الدولتين. ورد قائلا "أعتقد أننا سنكون قادرين على التوصل إلى شيء ما... أعتقد أن هناك طرقا يمكن أن ينجح بها هذا الأمر".
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضا الجهود المبذولة لتأمين الرهائن المتبقين لدى حماس، وتحول إسرائيل إلى عمليات أكثر "استهدافا" في غزة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية.
ويضغط بايدن على إسرائيل لتقليل عدد القتلى الفلسطينيين حتى مع الحفاظ على دعمه القوي لإسرائيل في حربها ضد حماس.
لكن الرجلين لا يتفقان بشأن حصول الفلسطينيين على دولة، وهو الحل الذي دعا إليه بايدن لتحقيق سلام طويل الأمد.
وقال البيت الأبيض في بيان بشأن الاتصال الهاتفي "ناقش الرئيس أيضا رؤيته لسلام وأمن أكثر استدامة لإسرائيل المندمجة بشكل كامل في المنطقة وحل الدولتين مع ضمان أمن إسرائيل".
وكان نتنياهو قد ذكر في مؤتمر صحفي أنه أبلغ واشنطن بمعارضته لأي دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل. وقال "يجب أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. وهذا شرط ضروري".
وتأتي المكالمة بين بايدن ونتنياهو بعدما أبلغ مسؤولون بالهلال الأحمر عن إطلاق نار كثيف من طائرات إسرائيلية مسيرة على مواطنين في مستشفى الأمل بخان يونس وهي المدينة الرئيسية في الجزء الجنوبي من غزة.
وشنت إسرائيل هجوما واسعا جديدا على خان يونس بهدف السيطرة على المدينة التي تقول إنها الآن القاعدة الأساسية لمقاتلي حماس الذين هاجموا جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في عملية أسفرت عن مقتل 1200 شخص وعجلت بحرب دمرت القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 142 فلسطينيا قتلوا وأصيب 278 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد القتلى خلال أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب إلى 24762.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت صبيا أمريكيا من أصل فلسطيني يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.
وردا على سؤال حول طلب المكسيك وتشيلي من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم محتملة ضد المدنيين في غزة، قال كيربي إن الولايات المتحدة لا تزال تجمع المزيد من المعلومات حول ما سيترتب على ذلك.
وأضاف "ليس لدينا أي مؤشرات على أن هناك جهودا متعمدة لارتكاب جرائم حرب من قبل القوات الإسرائيلية".
وأعرب كيربي أيضًا عن قلقه بشأن التقارير الواردة من مسؤولي الصحة الفلسطينيين الذين قالوا إن صبيا فلسطينيا أمريكيا يبلغ من العمر 17 عاما قُتل على يد قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية يوم الجمعة.
وقال "نحن نشعر بقلق بالغ إزاء هذه التقارير. سنكون على اتصال دائم مع نظرائنا في المنطقة للحصول على مزيد من المعلومات."
(إعداد معاذ عبدالعزيز ومروة سلام للنشرة العربية)