من محمد سالم
رفح (غزة) (رويترز) - كان الفلسطيني محمد الغندور يرغب في إقامة حفل زفاف كبير لعروسه، لكن بعد اندلاع الحرب في غزة اضطرا إلى الفرار من منزليهما، وتزوجا أخيرا هذا الأسبوع في مدينة خيام حيث يقيمان الآن في رفح قرب الحدود مع مصر.
واصطحب الغندور زوجته شهد ممسكا يدها نحو خيمة مزينة بزينة بمصابيح ملونة ومرآة ذات إطار ذهبي اللون وحولهما بعض الأقارب الذين يصفقون تعبيرا عن الفرح.
وداخل الخيمة ذات الزينة البسيطة، رفعت شهد يدها وألبسها الغندور خاتم الزفاف، وكانت ترتدي ثوبا أبيض اللون وحجابا مزينين بتطريزات حمراء تقليدية.
وقال الغندور إنه كان يرغب في إقامة حفل زفاف ودعوة أصدقائه وأقاربه مثلما يفعل أي شخص آخر.
والزوجان من مدينة غزة في شمال القطاع الساحلي الذي شهد بعضا من أعنف أعمال القصف الإسرائيلي منذ نشوب الحرب.
وقال العروسان إن منزلي أسرتيهما دُمرا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، وإن كلتا العائلتين فقدت أقارب لهما في القصف.
وقال الغندور "أنا أقول لك مبسوط يمكن تلاتة في المية من انبساطي بس بدي أهيئ حالي عشان مرتي. أنه أبسطها".
واندلعت الحرب عندما شن مقاتلو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 240 كرهائن. وأدى قصف إسرائيل وهجومها على غزة إلى مقتل أكثر من 24760 شخصا حسبما تقول السلطات الصحية في القطاع.
وبدلا من الحفل الكبير الذي أراده الغندور، احتفل هو وشهد مع مجموعة صغيرة من الأقارب الذين تمكنوا مثلهما من مغادرة مدينة غزة والفرار إلى رفح المتاخمة لمصر.
وقادت والدة شهد مجموعة صغيرة من النساء اللائي يزغردن احتفالا بالزواج، وحافظ أحد الأشخاص على بطاريات لمشغل موسيقى صغير محمول.
وفي وليمة الزفاف في القطاع الذي تحذر الأمم المتحدة من أنه متجه نحو المجاعة، لم يكن لدى الزوجين سوى عدد قليل من الوجبات الخفيفة في عبوات بلاستيكية والموضوعة لهما بعناية داخل الخيمة.
وأنفقت العائلتان بالفعل كثيرا من المال على حفل الزفاف قبل اندلاع الحرب. وقالوا إن شهد أنفقت أكثر من ألفي دولار على الملابس.
وقالت والدتها أم يحيى خليفة "كان حلمي أنه نعمل لها أحلى فرح أحلى حاجة في الدنيا".
وأضافت "يعني في أحلام كتير كنت أنا وياها نقعد ونخطط لها وبدي أعمل وبدي أسوي والحمد لله وجهزنا الجهاز وفرحت عليه. وراح كله، كله راح بالقصف. يعني كل ما تتذكر هالشغلة بتقعد تعيط".
ومع شروع الحاضرين في حفل الزفاف الصغير في التصفيق والرقص، كان الناس من حولهم يقومون بأعمالهم اليومية بين صفوف الخيام الممتدة على الرمال، يبحثون عن الطعام أو يعلّقون ملابسهم المغسولة.
وابتسمت فتاة صغيرة ترتدي فستانا باللونين الأبيض والوردي ابتسامة عريضة عندما بدأ التصفيق وانضمت إلى مجموعة أطفال آخرين يرقصون في وقت غروب الشمس على الخيام قرب الحدود المصرية.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)