القدس (رويترز) - حث وزير الأمن الوطني في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن جفير المستوطنين اليهود على العودة إلى غزة خلال مؤتمر حاشد عقد يوم الأحد مما دفع فلسطينيين للتنديد بهذه التصريحات التي قالوا إنها ترقى إلى حد الدعوة إلى ترحيلهم قسريا.
وتتعارض تصريحات بن جفير مع الموقف الرسمي للحكومة الذي أعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال فيه إن إسرائيل لا تعتزم الوجود بصورة دائمة مجددا في غزة بمجرد انتهاء الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية الفسلطينية (حماس).
وقالت السلطة الفلسطينية إن مثل هذه الدعوات تحرض على التهجير القسري للفلسطينيين وتهدد أمن المنطقة واستقرارها. كما نددت حركة حماس ومعارضون إسرائيليون بهذه التصريحات يوم الاثنين.
وقال بن جفير، الذي يرأس أحد الأحزاب القومية الصغيرة في الائتلاف الحاكم، خلال المؤتمر إن عودة المستوطنين اليهود والجيش هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار الهجوم المدمر الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن بن جفير قوله في المؤتمر الذي نظمه مستوطنون وحضره المئات ونحو اثني عشر وزيرا في الحكومة "لقد صرخنا وحذرنا... إذا كنا لا نريد يوما آخر مثل السابع من أكتوبر، فيتعين علينا العودة إلى الديار والسيطرة على الأرض".
وشنت إسرائيل، التي سحبت جيشها ومستوطنيها من غزة عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما، ضربات جوية عنيفة وتوغلت بريا في القطاع ردا على هجوم حماس.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو عضو آخر من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم، إن عددا كبيرا من الأطفال الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات في غزة عادوا كجنود للقتال في الحرب ضد حركة حماس، مشيرا إلى أنه وقف ضد قرار الحكومة إخلاء المستوطنات اليهودية في غزة من المستوطنين في الماضي.
وأضاف في كلمته "كنا نعرف ما سيجلبه ذلك وحاولنا منعه... بدون المستوطنات لا يوجد أمن".
وتقول إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس وإعادة أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، لكنها تقول إنها لا تنوي الاحتفاظ بوجود دائم في القطاع رغم أنها تريد السيطرة الأمنية بعد انتهاء الحرب.
وقالت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، إنه يجب أن يستمر الفلسطينيون في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وإنه يتعين اتخاذ خطوات جادة لإقامة دولة فلسطينية.
وقال بيني جانتس، العضو المنتمي للتيار الوسطي في حكومة الحرب الإسرائيلية، يوم الاثنين إن حضور الوزراء يضر بمكانة إسرائيل في الخارج وسيؤثر على الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين.
ووصف رئيس المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد المؤتمر بأنه وهمي وخطير، وذلك في بيان في الكنيست نقله التلفزيون.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالمؤتمر الذي نُظم يوم الأحد وجاء في عقاب جلسات استماع بمحكمة العدل الدولية للنظر في اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقالت الوزارة في منشور على منصة إكس يوم الاثنين إن "الاجتماع الاستعماري" في القدس تحد سافر لقرار محكمة العدل الدولية وتحريض علني على تهجير الفلسطينيين بالقوة.
وقالت حماس إن اللقاء "كشف النوايا المبيتة لتطبيق جريمة التهجير والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني".
(تغطية صحفية إميلي روز - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)