🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الحرب في غزة تحرم طالبة فلسطينية من تحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة

تم النشر 29/01/2024, 16:11
© Reuters. طالبة الطب الفلسطينية أسيل أبو هدّاف في مخيم برفح في جنوب غزة يوم الأحد. تصوير: صالح سالم - رويترز
USD/ILS
-

من صالح سالم

رفح (غزة) (رويترز) - كان من المفترض أن تتخرج طالبة الطب الفلسطينية أسيل أبو هدّاف من كلية الطب في غزة هذا العام، لكنها بدلا من ذلك تعيش في خيمة بعد أن تحول منزلها وجامعتها إلى ركام جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، الأمر الذي جعلها تتساءل عما إذا كانت ستصبح طبيبة يوما ما.

ومحت حرب إسرائيل على غزة، التي اندلعت بسبب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل أكثر من 1200 شخص، كل ما تبقى من مظاهر الحياة الطبيعية في القطاع الصغير المكتظ بالسكان وتسببت في مقتل نحو 26 ألف فلسطيني، بحسب سلطات الصحة الفلسطينية في غزة.

وبالنسبة للطلاب مثل أسيل، فإن المستقبل يعد أكثر غموضا من معظم الآخرين، إذ لا يعرفون ما إذا كانت سنوات دراستهم الصعبة ستعود بأي نفع عليهم أو ما إذا كان لا يزال لدى ما تبقى من الجامعة أي سجلات لوضعهم الأكاديمي.

وقالت أسيل "الطب بالنسبة لي طموح منذ الصغر، من وأنا صغيرة دائما باشوف حالي طبيبة نظرا للوضع اللي باشوفه في غزة دايما وحاليا مع هاي المأساة والإبادة الجماعية اللي بنشوفها في غزة، مُصرة أكتر على حلمي إني أصل، إني أكون طبيبة"، مضيفة أن الدمار الذي خلفته الحرب جعلها أكثر شغفا وعزما على تحقيق هذا الهدف.

وكانت أسيل تدرس في السنة الأخيرة بكلية الطب، التي تستمر الدراسة بها ست سنوات في جامعة الأزهر في الجزء الجنوبي من مدينة غزة، وتستعد للتخرج في وقت لاحق من هذا العام وبدء العمل كمتدربة لتحصل على لقب طبيبة. وكانت تأمل في نهاية التدريب أن تصبح جراحة.

وأصبحت مدينة غزة معزولة إلى حد كبير عن بقية القطاع لأسابيع بعد أن حاصرتها القوات الإسرائيلية خلال أول توغل عسكري لها داخل القطاع، ويتضح الدمار الهائل الذي يشهده القطاع من خلال مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية.

ولا تمتلك أسيل أي فكرة عما جرى لأساتذتها أو غيرهم من موظفي الجامعة أو زميلاتها الطلاب. وقالت عن زملاء الدراسة "حاليا انقطع الاتصال، بعرفش إيش أخبارهم، هل هما أحياء أو أموات أصلا. حتى الكادر التعليمي ما باعرف عنهم أي إشي".

وقالت "بأتمنى إنه نرجع للدراسة حتى لو في خيام بس يعني هذا الكادر التعليمي اللي كان يعطينا المعلومات هو اللي ساعدنا إنه نصل لأحلامنا ونصير أطباء أكفاء في المستقبل، بأتمنى إنهم يكونوا موجودين عشان يساعدونا إنه نكمل في أحلامنا ونكمل دراستنا ونصل يعني".

*متطوعة

كانت عائلة أبو هداف تعيش في خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة. وقصف الجيش الإسرائيلي القطاع بأكمله منذ بداية الحرب لكن الضربات تكثفت بشكل كبير في خان يونس مع توغل القوات الإسرائيلية فيها هذا العام.

ودُمر منزلهم وأصبحت الأسرة الآن، مثل حوالي 85 في المئة من سكان غزة، بلا مأوى. وهم الآن، مثل معظم الآخرين، موجودون في رفح، قرب الحدود المصرية، ويُعتقد أنهم في منطقة آمنة نسبيا من القصف الإسرائيلي.

وتقضي أسيل معظم يومها في تنظيف خيمة العائلة وغسل الملابس وطهي القليل من الطعام الذي يمكنهم الحصول عليه والقيام بالعديد من الأعمال الشاقة التي يتطلبها العيش دون منزل أو كهرباء.

لكنها تتطوع أيضا بقدر ما تستطيع في القطاع الطبي مع السلطات المحلية للحصول على خبرة عملية في الطب وتعتبر ذلك بديلا سيئا للتدريب الجامعي.

وتحتاج غزة إلى كل ما يمكنها الحصول عليه من الأشخاص الذين لديهم خبرة عملية في الطب في ظل إصابة عشرات الآلاف بسبب القصف الإسرائيلي ومواجهة خطر المجاعة وفقا لتوقعات الأمم المتحدة وكذلك كون الكثير من السكان عرضة للإصابة بالأمراض بشكل متزايد.

© Reuters. طالبة الطب الفلسطينية أسيل أبو هدّاف في مخيم برفح في جنوب غزة يوم الأحد. تصوير: صالح سالم - رويترز

ويبقى السؤال حول إذا ما كان طلاب الطب مثل أسيل سيكملون تعليمهم، هو سؤال آخر من الأسئلة التي برزت منذ بداية الحرب، دون إجابة. وفي الوقت نفسه، مثل أي شخص آخر في غزة، فإن تركيزها الأكبر ينصب ببساطة في البقاء على قيد الحياة.

وقالت "هنا في المخيم بنعيش أيام صعبة، كل همنا هو كيف ناكل وكيف نشرب، مفيش لا مية حلوة، مفيش أبسط مقومات للحياة، الأكل النضيف مش موجود هنا في المخيم، معتمدين ع المعلبات يوميا".

(إعداد شيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.