واشنطن (رويترز) - قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يوم الاثنين إنه يأمل ألّا يقوض رد واشنطن على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن التقدم المحرز في محادثات جرت مطلع الأسبوع بشأن اتفاق جديد بين إسرائيل وحركة حماس للإفراج عن الرهائن والسجناء.
وقال رئيس الوزراء القطري "أتمنى ألّا يؤدي شيء إلى تعطيل الجهود التي نبذلها أو إفساد العملية"، وذلك أمام جمهور مؤسسة بحوث بواشنطن عند سؤاله عما إذا كان الرد الأمريكي على هجوم مسلحين مدعومين من إيران بطائرة مسيرة قد يعرقل إبرام اتفاق جديد.
وكانت هذه أول ضربة تُسقط قتلى في صفوف القوات الأمريكية بالشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر تشرين الأول، ومثلت تصعيدا كبيرا للتوتر في المنطقة.
واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مع الشيخ محمد وأيضا مع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ومدير جهاز المخابرات المصري يوم الأحد في محادثات وصفتها إسرائيل وقطر والولايات المتحدة بأنها بناءة، على الرغم من استمرار وجود فجوات ضخمة.
ويحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تيسير الإفراج عن ما يزيد على 100 من الرهائن المحتجزين منذ شن حماس هجوما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن محادثات باريس تبعث الأمل في استئناف عملية التفاوض التي توسطت فيها قطر والتي انهارت بعد اتفاق أول في نوفمبر تشرين الثاني شهد إطلاق حماس سراح نحو 100 رهينة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن إطار اتفاق ثان محتمل صيغ في باريس "قوي ومقنع... يوفر الأمل في إمكان العودة إلى هذه العملية".
وأردف بلينكن، الذي رفض الكشف عن تفاصيل الاقتراح، "سيتعين على حماس أن تتخذ قراراتها بنفسها".
وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قُتلوا و253 احتُجزوا رهائن خلال الهجوم الذي أطلق شرارة حرب إسرائيل للقضاء على حماس. وتشن إسرائيل منذئذ وابلا من الهجمات على غزة، ما تسبب في تسوية أغلب مباني القطاع بالأرض ومقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني، بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وتصاعد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط منذ بدء إسرائيل هجومها الجوي والبري، إذ تشن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات على أهداف أمريكية وأهداف أخرى في البحر الأحمر، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد إن ثلاثة جنود أمريكيين قُتلوا وما لا يقل عن 34 آخرين أُصيبوا في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران على قوات أمريكية في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية، وذلك في تصعيد كبير.
وذكر رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في ندوة نظمها مجلس الأطلسي عبر الإنترنت أن الرد الأمريكي "حتما سيكون له أثر... بصورة أو بأخرى، سيؤثر حتما في الأمن الإقليمي، ونأمل في احتواء الأمور".
(تغطية صحفية جوناثان لانداي وأرشد محمد وآندرو ميلز - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)