كفار عزة (إسرائيل) (رويترز) - قالت امرأة إسرائيلية أمضت 55 يوما رهينة لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة يوم الاثنين إن كل ثانية من تلك الفترة كانت تبدو وكأنها دهر وإنها قلقة بشأن صمود أكثر من 100 رهينة لم يُفرج عنهم بعد منذ احتجازهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وعقب عودتها إلى أنقاض كيبوتس كفار عزة، وإلى منزلها السابق حيث خطفها مقاتلو حماس خلال هجومهم المميت في جنوب إسرائيل، دشنت أميت سوسانا حملة لدعم الرهائن مع بعض أقاربهم.
وقالت سوسانا (40 عاما)، التي كانت ترتدي قميصا عليه شعار ‘أعيدوهم إلى الوطن الآن‘، "كنت في رعب نفسي وجسدي طوال 55 يوما احتُجزت خلالها، كنت أشعر بأن كل لحظة يمكن أن تكون الأخيرة. كل ثانية شعرت وكأنها دهر".
وأضافت أن من الصعب تخيل كيف يشعر أولئك الذين ما زالوا محتجزين في غزة بعد مرور 115 يوما في محنتهم دون نهاية في الأفق.
وأردفت قائلة "آمل أن يتمكن الرهائن الباقون هناك من التمسك بإيمانهم وأن يبقوا أقوياء. لكن حتى أقوى النفوس لا يمكنها الصمود لفترة طويلة".
وقتلت حماس 1200 شخص في إسرائيل وخطفت 253 في السابع من أكتوبر تشرين الأول بحسب إسرائيل التي ردت بهجوم عسكري على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 26600 فلسطيني وفقا لمسؤولي الصحة هناك، كما أدى الهجوم إلى نزوح معظم سكان القطاع وتسبب في انتشار الجوع والمرض.
وأطلقت حماس سراح ما يقرب من نصف الرهائن خلال هدنة قصيرة في نوفمبر تشرين الثاني، بينما أطلقت إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين. وتتواصل الجهود الدبلوماسية لتأمين هدنة أخرى تسمح بإطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وكان البيان العلني الذي أدلت به سوسانا يوم الاثنين في كفار عزة جزءا من حملة تنظمها عائلات ومؤيدو الرهائن المتبقين لتركيز الاهتمام على محنتهم.
وأظهرت لقطات صورتها كاميرات مراقبة عملية خطف سوسانا ونُشرت بعد إطلاق سراحها، وظهرت وهي تقاوم خاطفيها السبعة بالركل والتلوي أثناء محاولتهم جرها عبر حقل في اتجاه غزة.
وفي مرحلة ما، رفع أحد الرجال سوسانا وحاول حملها على كتفه لكنها رفست وتلوت بقوة لدرجة أن الرجل سقط على الأرض، وعندها ظهر أحد الخاطفين الآخرين وهو يضربها.
وقالت "ظللت أقاوم حتى قيدوني في نهاية المطاف من ذراعي وساقي وسحبوني على الأرض. استغرق الأمر أكثر من ساعة لنقلي إلى الحدود. تعرضت لضرب مبرح وأصيب وجهي وجسدي بالكامل بكدمات وتورم".
وأردفت سوسانا أنه أثناء وجودها في غزة، تم نقلها من مكان إلى آخر، وكانت دائما تحت حراسة رجال مدججين بالسلاح من حماس لم يعطوها سوى القليل من الطعام، وكانت تحت المراقبة حتى عند استخدام الحمام وتعرضت لعنف جسدي ونفسي.
وكان أحد الأماكن التي احتُجزت فيها عبارة عن نفق مظلم ورطب على عمق 40 مترا تحت الأرض حيث كان من الصعب التنفس. وأوضحت أن وجودها هناك كان بمثابة دفنها وهي على قيد الحياة.
وقالت "عندما تكون أسيرا عند حماس يكون كل شيء هشا للغاية. أنت دائما في خطر. يمكن أن تسوء الأمور بشكل كبير في كل ثانية. لا يُسمح لك بالكلام ولا يُسمح لك بالبكاء ولا يُسمح لكم حتى بمواساة بعضكم البعض عندما تصبح الأمور سيئة للغاية".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز)