من هنريت شقر ومحمد سالم ونضال المغربي
غزة/الدوحة (رويترز) - دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إلى إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بينما شنت القوات الإسرائيلية المزيد من الغارات الجوية على غزة وسط جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في القطاع.
واتهمت إسرائيل بعض موظفي الأونروا بالتورط في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. وأوقف مانحون، من بينهم الولايات المتحدة، تمويلهم مؤقتا في انتظار التحقيق، لكن وكالات الإغاثة تقول إن إنهاء عمليات الأونروا من شأنه أن يقضي على الجهود الإنسانية في قطاع غزة المُدمَّر.
واتهم الفلسطينيون إسرائيل بتزوير معلومات لتشويه سمعة الأونروا التي تأسست لمساعدة اللاجئين ويقصدها أكثر من نصف سكان غزة للحصول على مساعدات يومية.
وقال نتنياهو لوفد من الأمم المتحدة، بحسب مكتبه "حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا".
وأضاف "لا بد أن نستبدل وكالات أخرى في الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى بالأونروا إذا أردنا حل مشكلة غزة مثلما نخطط أن نفعل".
وفي وقت سابق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الأربعاء الأونروا بأنها "العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة"، وناشد جميع الدول "ضمان استمرارية عمل الأونروا المنقذ للحياة".
وقال شهود إن إسرائيل كثفت ضرباتها الجوية على مدينة غزة في شمال القطاع وقصفت أحياء في خان يونس بالجنوب على الرغم مما يبدو أنها مبادرة السلام الأكثر جدية منذ أشهر في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتأمل القوى العالمية في منع نشوب صراع أوسع نطاقا لكن التوتر في الشرق الأوسط ظل محتدما بعدما قالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنها ستواصل شن هجمات على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية تضامنا مع الفلسطينيين.
وتفاقم توتر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة بالأردن اتهم مسؤولون أمريكيون مسلحين متحالفين مع طهران بالمسؤولية عنه. ولم تحدد واشنطن بعد كيف سيكون ردها لكن الحرس الثوري الإيراني قال يوم الأربعاء إنه سيرد على أي تهديد أمريكي.
* دمار
تعرضت أجزاء كبيرة من قطاع غزة المكتظ بالسكان للدمار بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر تقريبا، ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب القتال الذي تقول وكالات الإغاثة الدولية إنه تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن 26900 فلسطيني قُتلوا، من بينهم 150 خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، خلال الحرب التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت 25 مسلحا فلسطينيا على الأقل في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وإن ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا ليرتفع عدد الجنود الذين قتلوا خلال الهجوم البري الإسرائيلي إلى 224.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس وسكان إن الدخان تصاعد فوق مدينة غزة بعد أحدث الضربات الجوية التي استهدف بعضها مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس.
وقال شهود إن مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة تعرض أيضا لإطلاق نار وقصفت الدبابات مناطق في خان يونس حول مستشفى ناصر وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل في الجنوب.
وفي ظل تدهور المنظومة الصحية، قال مسعفون فلسطينيون إنهم شكلوا نقاطا طبية ميدانية لتسهيل الوصول إلى خطوط المواجهة نظرا لتزايد صعوبة الوصول إلى القتلى والجرحى في خان يونس وسط معارك الشوارع والقصف المدفعي.
وقال نسيم حسن رئيس وحدة الطوارئ بمستشفى ناصر "هناك العديد من الإصابات من النازحين الذي كانوا موجودين في منطقة صناعة الوكالة وبعض المدارس. هناك العديد من الإصابات خرجت على... (العربات) أو على التكاتك أو بعض السيارات أو حتى مشيا على الأقدام".
* هدنة على ثلاث مراحل
قال مسؤول كبير في حماس لرويترز إن اقتراح وقف إطلاق النار في غزة يشمل هدنة من ثلاث مراحل ستطلق خلالها الحركة أولا سراح المدنيين المتبقين بين الرهائن الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول ثم الجنود وأخيرا ستسلم جثث الرهائن الذين قتلوا.
وجاء اقتراح وقف إطلاق النار بعد محادثات في باريس شارك فيها رؤساء أجهزة المخابرات من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر مع رئيس وزراء قطر.
وحثت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة حماس يوم الأربعاء على قبول الاقتراح قائلة إنه سيسمح بوصول المزيد من إمدادات الغذاء والمياه والأدوية الحيوية إلى غزة.
وقالت ليندا توماس-جرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن "يمكن (لحماس) أن تستمر في حفر الأنفاق والتخطيط لهجومها المقبل واستخدام المدنيين والبنية التحتية المدنية كدروع بشرية، أو يمكنها إلقاء أسلحتها وقبول الاقتراح المطروح على الطاولة لإطلاق سراح كل الرهائن".
ورحب فلسطينيون باحتمال وقف إطلاق النار لكنهم قالوا إن القتال يجب أن يتوقف بشكل دائم.
وقال أحمد وهو أب لستة أطفال فر من منزله في مدينة غزة بشمال القطاع إلى مدينة رفح في الجنوب "أي اتفاق لوقف لإطلاق النار ما بينهي الحرب وبيرجعنا لبيوتنا في مدينة غزة والشمال مالوش قيمة،احنا تعبنا".
(شارك في التغطية معيان لوبيل وفادي شناعة واستل شيربون وجنى شقير ونادين عوض الله - إعداد سامح الخطيب ودنيا هشام ومحمد حرفوش ومحمود رضا مراد للنشرة العربية)