من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأربعاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنها "العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة"، وناشد جميع الدول "ضمان استمرارية عمل الأونروا المنقذ للحياة".
والولايات المتحدة هي أكبر المانحين للأونروا في الشرق الأدنى وعلقت مؤقتا تمويلها المقدم إلى الوكالة، مثلما فعلت عدة دول أخرى، بعد اتهام إسرائيل بعض موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال جوتيريش أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف "لقد فزعت شخصيا من هذه الاتهامات". وأضاف "اجتمعت أمس مع مانحين للاستماع إلى مخاوفهم ولتحديد الخطوات التي سنتخذها للتعامل معها".
وأعلنت الاتهامات يوم الجمعة عندما كشفت الأونروا عن إنهاء عقود بعض موظفيها بعد تقديم إسرائيل معلومات للوكالة. وذكر جوتيريش يوم الأحد أن تسعة من أصل 12 موظفا متهما فصلوا، وقال أيضا إن الثلاثة الآخرين بينهم شخص توفي وأن العمل يجري للتحقق من هوية الاثنين المتبقيين.
وشدد مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ على أهمية الأونروا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن غزة يوم الأربعاء.
وقال جريفيث للمجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة "لنقول ذلك ببساطة وصراحة شديدين، فإن استجابتنا الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة معتمدة، بل معتمدة كلية، على تمويل الأونروا وعملها بالشكل الملائم".
وأضاف "خدمات الأونروا المنقذة للحياة... لأكثر من ثلاثة أرباع سكان غزة ينبغي ألا تعرقلها أفعال أفراد معدودين. إنها مسألة انعدام تناسب استثنائي".
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للمجلس إن قرار واشنطن تعليق التمويل مؤقتا اتُخذ بشكل مستقل عن المانحين الآخرين.
وأضافت "أسمحوا لي أن أوضح، لم يكن ذلك إجراء عقابيا. لكنها دعوة للتيقظ. نحتاج إلى رؤية تغييرات جوهرية في الأونروا لمنع حدوث هذا مجددا".
وتضمن ملف مخابرات إسرائيلي، اطلعت عليه رويترز يوم الاثنين، اتهامات لبعض موظفي الأونروا بالمشاركة في عمليات الخطف والقتل خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أطلق شرارة حرب غزة. ويزعم الملف أيضا أن نحو 190 موظفا في الأونروا اضطلعوا بأدوار أخرى إما في حماس أو حركة الجهاد الإسلامي.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتزييف المعلومات لتشويه سمعة الأونروا.
ويعمل بالوكالة نحو 13 ألف موظف في غزة في إدارة المدارس وعيادات الوكالة للرعاية الصحية الأولية والخدمات الاجتماعية الأخرى وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وقال جوتيريش "المنظومة الإنسانية في غزة تتداعى". وأضاف "أنا قلق بشدة إزاء الظروف غير الإنسانية التي يعيشها 2.2 مليون شخص في غزة في ظل كفاحهم من أجل البقاء على قيد الحياة دون أي مقومات أساسية".
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)