من فيل ستيوارت وإدريس علي
واشنطن (رويترز) - قال أربعة مسؤولين أمريكيين لرويترز إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران هي التي صنعت الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة أمريكية في الأردن مطلع الأسبوع في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وحمَلت واشنطن فصائل متحالفة مع إيران مسؤولية الهجوم وتوعدت إدارة الرئيس جو بايدن برد متعدد المستويات يشمل شن هجمات. وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أمريكيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر تشرين الأول.
ولم تتطرق واشنطن إلى الكشف عن المصدر الفعلي للسلاح الذي قتل الأميركيين على الرغم من حديثها عن مسؤولية إيران في نهاية المطاف عن تمويل وحتى في بعض الحالات تدريب الفصائل الضالعة في التنفيذ.
ولم يقدم المسؤولون الذين اشترطوا عدم نشر هويتهم، تفاصيل عن طراز الطائرة المسيرة وقالوا إن التحليل ما زال جاريا.
ورجحت الأدلة الأولية أن الطائرة المسيرة إيرانية لكن لم يجر تقييم رسمي إلا في الآونة الأخيرة بعد العثور على شظايا من الطائرة.
ولم يؤكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر صحفي عقب تقرير رويترز مصدر الطائرة المسيرة.
وقال أوستن "ما زلنا نجري التحليل... لكن معظم الطائرات المسيرة الموجودة في المنطقة لها صلة بإيران".
وأضاف "لا نعرف مدى علم أو عدم علم إيران. لكن هذا لا يهم حقا لأن إيران ترعى هذه الجماعات، وتمولها، وفي بعض الحالات، تدربها على الأسلحة التقليدية والمتقدمة".
وقالت كتائب حزب الله المسلحة الموالية لإيران ومقرها العراق، يوم الثلاثاء إنها ستعلق العمليات العسكرية ضد الولايات المتحدة لتجنب إحراج حكومة بغداد.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها لا تسعى إلى حرب مع إيران، حتى مع تزايد ضغوط الجمهوريين عليها لترد بقوة.
وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران سترد على أي تهديد من الولايات المتحدة. وقالت إيران إنها سترد بحسم على أي هجوم على أراضيها أو مصالحها أو مواطنيها خارج حدودها.
وتعرضت القوات الأمريكية لأكثر من 160 هجوما في العراق وسوريا والأردن منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أشعل الحرب في غزة، واستهدفت هجمات أيضا سفنا حربية في البحر الأحمر. وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية طائرات مسيرة وصواريخ علي هذه السفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين.
وبعد تكهنات بشن هجمات منذ أيام، اقترح أوستن أن الأمر سيتطلب ردا متعدد المستويات لمعالجة التهديدات التي تشكلها الفصائل المتحالفة مع إيران ضد القوات الأمريكية.
وقال أوستن للصحفيين "لا أعتقد أن الخصوم لديهم عقلية تنفيذ مهمة واحدة وكفى... ومن ثم، لديهم قدرات كثيرة. ولدي أكثر بكثير... سنفعل ما هو ضروري لحماية قواتنا ومصالحنا".
ويرجح أن يثير الهجوم الذي وقع في الأردن وأي رد أمريكي مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي قالت السلطات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة إلى مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وردت الولايات المتحدة بالفعل في العراق وسوريا واليمن على هجمات سابقة شنتها جماعات مدعومة من إيران.
وحذر خبراء من أن أي هجمات على قوات إيرانية داخل إيران قد تجبر طهران على الرد، مما يؤدي إلى تصعيد الوضع على نحو قد يستدرج الولايات المتحدة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ومحمود رضا مراد)