إسلام اباد (رويترز) - قال أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان يوم السبت إن مرشحين مدعومين من حزب حركة الإنصاف المنتمي إليه خان يعتزمون تشكيل حكومة، وحث أنصاره على الاحتجاج السلمي إذا لم تُعلن النتائج النهائية للانتخابات.
وأجرت باكستان التي يبلغ عدد سكانها 241 مليون نسمة انتخابات عامة يوم الخميس، في الوقت الذي تكافح فيه للتعافي من أزمة اقتصادية وتحارب عنف المتشددين في بيئة سياسية شديدة الاستقطاب.
ويوم الجمعة، أعلن خان ومنافسه الرئيسي نواز شريف، والذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات من قبل، الفوز بالانتخابات العامة، مما يزيد الضبابية المحيطة بمن سيشكل الحكومة المقبلة في وقت تمس فيه الحاجة إلى إجراءات سياسية ناجزة للتصدي للعديد من التحديات.
ودعا جوهر خان الزعيم المؤقت لحزب حركة الإنصاف "جميع المؤسسات" في البلاد إلى احترام التفويض الذي حصل عليه الحزب. وجوهر خان هو أيضا محامي عمران خان.
وأضاف في مؤتمر صحفي أنه إذا لم تُعلن النتائج كاملة بحلول مساء يوم السبت، فإن الحزب سينظم احتجاجات سلمية يوم الأحد أمام مكاتب الحكومة التي تصدر نتائج الانتخابات في أنحاء البلاد.
واحتشد المئات من أنصار خان في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد بقيادة اثنين من مساعديه قالا إنه تم إعلان خسارتهما على الرغم من فوزهم في الانتخابات.
وقال تيمور خان جاجرا، أحد الوزراء الإقليميين السابقين في عهد خان، "لم نتوقع أبدا أن يحدث هذا لنا".
وردد المتظاهرون شعارات تندد بما وصفوه بالتزوير الانتخابي.
وقال شريف يوم الجمعة إن حزبه أصبح أكبر كتلة منفردة وسيتحدث مع جماعات أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية.
وتظهر أحدث حصيلة منشورة على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات حصول المرشحين المستقلين على 100 مقعد، بينما حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف على 72 مقعدا.
ويفيد تحليل أجرته رويترز بأن 90 على الأقل من المرشحين المستقلين الفائزين مدعومون من خان وحزبه، مما يجعلهم متقدمين كثيرا على حزب شريف.
وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء التي اغتيلت بينظير بوتو، على 53 مقعدا على الأقل.
وقال بوتو زرداري لتلفزيون جيو المحلي "لا يمكن لأحد أن يشكل حكومة بدوننا".
وهنأ قائد الجيش الباكستاني يوم البلاد على نجاح الانتخابات قائلا إنها بحاجة إلى "أيد مستقرة" للانتقال من سياسة "الفوضى والاستقطاب".
ويظل الجيش المؤسسة الأقوى في البلاد، وكان له دور كبير على مدى عقود في تشكيل الحكومات وسقوطها. ويتهم خان الجيش بشن حملة عليه وعلى حزبه، وهو ما ينفيه الجيش.
وعبرت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة عن قلقها إزاء العملية الانتخابية في باكستان، وحثت على إجراء تحقيق في المخالفات المبلغ عنها.
وأشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى "مخاوف بالغة" أثارت تساؤلات "حول نزاهة الانتخابات وافتقارها إلى الشمولية".
وردت وزارة الخارجية الباكستانية على التصريحات يوم السبت قائلة إنها تتجاهل "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها" وهي أن الانتخابات أجريت بنجاح.
(إعداد محمد أيسم ودعاء محمد للنشرة العربية)