من أندريا شلال
ويلمنجتون (رويترز) - قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي يوم الأحد بأن على إسرائيل ألا تشن عملية عسكرية في رفح دون خطة يعوّل عليها لضمان سلامة نحو مليون شخص يلوذون بها.
واستغرق الاتصال 45 دقيقة وجاء بعد أيام من تصريح بايدن بأن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة "مبالغ فيه"، والذي عبر فيه أيضا عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى من المدنيين في القطاع الفلسطيني.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين إن الاتصال ركز بالأساس على الجهود الجارية لضمان إطلاق سراح باقي الرهائن وعددهم 132 الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، مشيرا إلى أن "تقدما حقيقيا" أحرز في الأسابيع القلية الماضية.
وأضاف المسؤول أنه بينما لا يزال يتعين سد بعض الفجوات "الكبيرة" فإن الاتفاق اقترب "إلى حد بعيد"، مشيرا إلى أن بايدن شدد على ضرورة الاستفادة من هذا التقدم المحرز "لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن في أقرب وقت ممكن".
وذكر المسؤول أن بايدن أكد أيضا وجهة نظره المتمثلة في أن "أي عملية عسكرية في رفح ينبغي ألا تمضي قدما دون وجود خطة يُعوّل عليها وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص يلوذون بها" لأنهم ببساطة ليس لديهم "مكان يذهبون إليه".
وتأتي تصريحات بايدن بشأن خطورة شن عملية عسكرية في مدينة رفح في وقت تحذر فيه وكالات إغاثة من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى وسط مخاوف من أنه قد يعرقل جهود إطلاق سراح المحتجزين. وتقع مدينة رفح في الجزء الجنوبي من غزة على الحدود مع مصر.
ونقلت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس يوم الأحد عن أحد كبار قادة الحركة قوله إن أي هجوم بري إسرائيلي في رفح "سينسف مفاوضات تبادل الأسرى".
وقال مكتب نتنياهو إنه أمر الجيش بوضع خطة لإخلاء رفح وتفكيك أربع كتائب تابعة لحماس يقول إنها منتشرة هناك.
وقال المسؤول "كان الرئيس واضحا في تصريحاته... عن إجراءات إسرائيل في غزة". وترى الولايات المتحدة أنه يجب هزيمة حماس، لكنها حذرت إسرائيل في أكثر من مناسبة من تعريض حماية المدنيين الأبرياء للخطر.
وأضاف المسؤول أن قادة إسرائيليين أبلغوا مسؤولين أمريكيين بأن نقل المدنيين إلى مكان آمن هو "شرط مسبق لا مناص عنه" قبل شن عملياتهم العسكرية. وتابع "لقد أوضحوا أنهم لن يفكروا في أي عملية بدون استيفاء (هذا الشرط)".
وذكر المسؤول أن بايدن أكد دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل على المدى الطويل، كما دعا أيضا إلى اتخاذ "خطوات عاجلة ومحددة" لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، ومنها شحنة ضخمة من الطحين الأمريكي تكفي لإطعام 1.4 مليون من سكان غزة على مدى ستة أشهر.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو اتفقا على البقاء على اتصال وثيق، لكنه لم يحدد موعدا لأي مكالمة محتملة في المستقبل.
وقال المسؤول إن بايدن سيستضيف العاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض يوم الاثنين وإنه يشارك عن كثب في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن. وينخرط مسؤولون أمريكيون في اتصالات وثيقة مع مصر ومسؤولين في المنطقة.
* رد فعل "مبالغ فيه"
قال نتنياهو لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) في وقت سابق من يوم الأحد إنه لم يتحدث إلى بايدن منذ أن وصف الأخير الرد العسكري الإسرائيلي بأنه "مبالغ فيه" ولا يعرف ما يعنيه الرئيس الأمريكي بذلك.
وقال المسؤول الأمريكي إن المكالمة لم تتطرق لهذا التصريح خصيصا. وهذه المكالمة هي الأولى منذ 19 ديسمبر كانون الأول.
وردا على سؤال خلال مقابلة بثتها شبكة (إيه.بي.سي) يوم الأحد عن عدد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، قال نتنياهو إن العدد "كاف لتبرير نوع الجهود التي نقوم بها".
وتقدر السلطات الصحية في غزة، التي تسيطر عليها حماس، أن أكثر من 28 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في المنطقة منذ اندلاع الصراع في أكتوبر تشرين الأول.
وتقول السلطات إن نحو 70 بالمئة من القتلى من النساء أو الأطفال دون سن 18 عاما. وتصف منظمة الصحة العالمية نظام وزارة الصحة الفلسطينية لتسجيل القتلى والمصابين بأنه "جيد جدا" وتستشهد وكالات الأمم المتحدة بانتظام بإحصاءات الوزارة المتعلقة بعدد القتلى.
وتقول إسرائيل إن مسلحي حماس قتلوا 1200 إسرائيلي خلال هجومهم على إسرائيل الذي أدى لاندلاع الصراع، كما اقتادوا نحو 250 رهينة إلى غزة.
(إعداد محمد عطية ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)