إسلام اباد (رويترز) - يختلف أكبر حزبين سياسيين في باكستان حول من سيتولى منصب رئيس الوزراء بعدما أجبرتهما انتخابات غير حاسمة الأسبوع الماضي على التكاتف لتشكيل أغلبية في البرلمان الذي يهيمن عليه مستقلون مدعومون من رئيس الوزراء السابق عمران خان.
ومن المرجح أن يتسبب الخلاف في زيادة المخاوف المتعلقة باستقرار الدولة المسلحة نوويا والتي تعاني أزمة اقتصادية وتكافح فورة في أعمال العنف التي يشنها متشددون.
وانخفض مؤشر الأسهم القياسي الباكستاني 2.1 بالمئة يوم الاثنين، أول يوم تداول بعد إعلان نتائج الانتخابات.
وقال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف، والذي فاز بأكبر عدد من المقاعد بعد المستقلين، وحزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء السابقة الراحلة بينظير بوتو، في بيان في وقت متأخر يوم الأحد إنهما ملتزمان "بوضع مصلحة الأمة ورفاهيتها فوق كل اعتبار وقيادة باكستان بعيدا عن عدم الاستقرار السياسي وعلى طريق الازدهار والصمود".
ومن شأن تشكيل تحالف ناجح بينهما الحد من نفوذ المرشحين المدعومين من خان، رئيس الوزراء السابق المسجون بتهم تتعلق بالفساد والذي فاز بعدد 93 مقعدا من أصل 264 مقعدا أُجريت عليها الانتخابات.
ويقول محللون إن بعض المرشحين الذين كانوا ينتمون سابقا لحزب خان، حركة الإنصاف، قد ينضمون إلى أي من الحزبين أو يشكلون ائتلافا مع حزب أصغر لمنع أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء. كما يطعن العديد من أعضاء حركة الإنصاف السابقين الذين لم يفوزوا بمقاعد على نتيجة الانتخابات أمام القضاء مما قد يزيد تعطيل محادثات تشكيل ائتلاف.
ورفض حزب حركة الإنصاف التعليق على خطط المرشحين.
ومع ذلك، قال مسؤولون من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني إن المحادثات تعطلت بسبب خلاف حول اختيار من سيتولى رئاسة الحكومة.
وقال قيادي مقرب من نواز شريف في حزب الرابطة لرويترز "الجانبان مهتمان بتشكيل ائتلاف لكن لا يوجد انفراجة حتى الآن. فالحزبان يريدان منصب رئيس الوزراء".
ولم يحدد حزب الرابطة مرشحه لرئاسة الوزراء لكن مسؤولين يقولون إن الاختيار سيكون بين نواز شريف (74 عاما) الذي كان رئيسا للوزراء ثلاث مرات في الماضي، وشقيقه الأصغر شهباز (72 عاما) الذي شغل المنصب لمدة 18 شهرا حتى أغسطس آب العام الماضي.
أما حزب الشعب الباكستاني فإنه ملتزم بترشيح بوتو زرداري، بوصفه نجل عائلة سياسية، وإذا نجح وزير الخارجية السابق (35 عاما) فسيصبح أصغر رئيس وزراء لباكستان منذ أن كانت والدته بينظير في المنصب.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)