من حميرة باموق وجوناثان لانداي
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي يوم الاثنين إن الغارات الجوية الإسرائيلية على رفح يجب ألا تؤثر على المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن إطلاق سراح الرهائن، وذلك قبل محادثات جديدة متوقعة في مصر بين رؤساء أجهزة المخابرات.
وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع أن يستأنف مسؤولون كبار من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر المفاوضات يوم الثلاثاء في القاهرة للعمل على إطار اتفاق من ثلاث مراحل يتضمن إطلاق سراح الرهائن وإعلان هدنة طويلة.
وجرى التوصل إلى إطار العمل الخاص بالاتفاق في باريس الشهر الماضي خلال اجتماعات شارك فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الخارجية، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
ومن المرجح أن تجرى محادثات هذا الأسبوع بمشاركة بيرنز والشيخ محمد ضمن مسؤولين آخرين، على الرغم من رفض إسرائيل اقتراحا مضادا من حماس الأسبوع الماضي الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعض عناصره بأنها "أوهام".
لكن مسؤولين كبارا في الولايات المتحدة قالوا إنه على الرغم من وجود بنود في مقترح حماس لا يمكن تحقيقها، فإنه لا يزال هناك مجال للدفع من أجل اتفاق، وإن هذا هو ما تنوي واشنطن فعله.
لكن الصراع المحتدم في رفح أثار المخاوف من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على الجيب الواقع في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث لجأ نحو مليون مدني هربا من القصف الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، إلى عرقلة محادثات الرهائن.
وأحجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن تأكيد إجراء المحادثات يوم الثلاثاء، لكنه قال إن العمل العسكري الإسرائيلي "يجب ألا يؤثر بأي حال من الأحوال على المفاوضات".
وأضاف ميلر "تشن إسرائيل حملة عسكرية مستمرة، لذا لا أعرف لماذا ستغير مجموعة جديدة من الضربات طبيعة هذه المفاوضات".
ويقول مسؤولو قطاع الصحة في غزة إن أكثر من 28 ألف فلسطيني قتلوا في الرد الإسرائيلي على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة في اتفاق سابق شهد توقف القتال لمدة أسبوع.
ونظرا لرفض نتنياهو الاقتراح، فقد أثيرت تساؤلات حول حضور الوفد الإسرائيلي. وعندما سئل ميلر عما إذا كانت إسرائيل قد التزمت بحضور محادثات الثلاثاء، قال إن واشنطن ستواصل المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال.
وردا على سؤال بشأن المحادثات، قال سامي أبو زهري، القيادي في حماس، إن الحركة "أبدت مرونة كبيرة في المحادثات لإنهاء العدوان وتبادل الأسرى، لكن الاحتلال لا يزال يماطل ولا يحترم الجهود التي تبذل".
(شارك في التغطية نضال المغربي ونفيسة الطاهر ودافني ساليداكيس - إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)