من نضال المغربي
القاهرة (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة حماس في رفح، آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين في جنوب غزة، بعد سماحها للمدنيين بإخلاء المنطقة.
ويتعرض نتنياهو يتعرض لضغوط دولية متزايدة لإرجاء الهجوم المزمع، الذي لم يشر إلى توقيته أو المكان الذي قد يتوجه إليه مئات الآلاف من الأشخاص المتكدسين حاليا في رفح.
وتأتي تعليقاته بعد يوم من انتهاء محادثات في القاهرة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار وتسليم الرهائن الذين تحتجزهم حماس دون التوصل إلى نتيجة قاطعة، وهو ما أجج مخاوف بين النازحين الفلسطينيين من أن إسرائيل ستجتاح رفح قريبا.
وذكر نتنياهو على حسابه في تطبيق تيليجرام للتراسل "سنقاتل حتى النصر التام ويشمل هذا تحركا قويا في رفح أيضا بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
وقال مكتب نتنياهو في وقت سابق إن حماس لم تقدم عرضا جديدا لاتفاق الرهائن في محادثات القاهرة وإن إسرائيل لن تقبل "المطالب الغريبة" لحماس.
وأضاف المكتب "تغيير مواقف حماس هو فقط ما سيجعل من الممكن المضي قدما في المفاوضات".
وقال أقارب رهائن إسرائيليين تحتجزهم حماس إنهم سيغلقون محيط مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الأربعاء احتجاجا على ما وصفوه بأنه قرار فاضح من إسرائيل بعدم إرسال مفاوضين إلى الجلسة المقبلة من محادثات القاهرة.
وذكرت مجموعة المحتجين أن التحرك "يساوي حكما بإعدام" 134 رهينة في أنفاق حماس، وذلك في إشارة على تزايد الاعتراضات داخل إسرائيل بعد أربعة أشهر من حرب غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يريد إخراج المسلحين الفلسطينيين من مخابئهم في رفح وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، لكنه لم يقدم تفاصيل عن خطة مقترحة لإجلاء المدنيين.
وقال سعيد جابر، وهو رجل أعمال من غزة يعيش في رفح مع أسرته، لرويترز عبر تطبيق للتراسل "الأخبار كانت محبطة، كنا نتأمل يكون في صفقة في القاهرة، هلقيت بلشنا نعد تنازلي لاجتياح الدبابات الإسرائيلية، إن شاء الله ما بيصير طبعا، لكن مين اللي يقدر يمنعهم؟".
وذكر سكان وشهود أنه مع دخول ليل يوم الأربعاء، وصل إلى رفح أكثر من ألفي فلسطيني كانوا يلوذون بمستشفى ناصر في خان يونس في جنوب غزة، وذلك بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء المكان.
* "كارثة لا يمكن تصورها"
قال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية إن الهجوم على رفح سيكون "كارثة لا يمكن تصورها... بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال".
وذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ماكرون أثار مخاوف مماثلة خلال اتصال هاتفي يوم الأربعاء مع نتنياهو، قائلا إن أي تهجير قسري آخر للسكان قد يُحدث أيضا تصعيدا إقليميا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الناس في رفح ممن ليس أمامهم مكان ليذهبوا إليه "لا يمكن أن يتبخروا ببساطة في الهواء".
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتقليل القتلى والجرحى المدنيين إلى أقل مستوى وتتهم مقاتلي حماس بالاندساس بين المدنيين بما في ذلك في المستشفيات والملاجئ، وهو ما تنفيه حماس.
وذكرت إسرائيل يوم الأربعاء أنها وافقت على استخدام خدمات شبكة ستارلينك، المملوكة للملياردير إيلون ماسك والمتصلة بالأقمار الاصطناعية، للمساعدة في تحسين الاتصالات في مستشفى ميداني بغزة وأيضا في إسرائيل نفسها لأول مرة.
وقال سكان إن قوات إسرائيلية قصفت مناطق بشرق رفح خلال الليل ودكت عدة مناطق في خان يونس بجنوب غزة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن قوات إسرائيلية تواصل عزل المستشفيين الرئيسيين في خان يونس، وإن رصاص القناصة الذي يستهدف مستشفى ناصر بالمدينة قتل وأصاب عددا كبيرا في الأيام القليلة الماضية.
وذكر مسؤولو الصحة الفلسطينيون أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة أدت إلى مقتل ستة أشخاص.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 28576 فلسطينيا قتلوا، منهم 103 خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وأصيب 68291 آخرون في الحملة الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وهناك اعتقاد بأن كثيرين غيرهم مدفونون تحت أنقاض المباني المدمرة في أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذي أصبح معظمه في حالة خراب. وتنفد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات، فيما تنتشر الأمراض.
وتشير إحصائيات إسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي واحتجاز نحو 250 رهينة في الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتعهدت إسرائيل بمواصلة القتال لحين القضاء على حماس وأعطت أولوية لإعادة آخر الرهائن المحتجزين. وتقول حماس إن إسرائيل لا بد أن تتعهد بإنهاء هذه الحرب والانسحاب من غزة.
* توتر على الحدود
لا تركز المساعي الدبلوماسية على وقف الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن فحسب، بل على منع امتداد الصراع إلى أنحاء المنطقة.
وكثيرا ما تطلق جماعة حزب الله اللبنانية الداعمة للفلسطينيين النيران عبر الحدود صوب شمال إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
وفي أحدث اشتباكات يوم الأربعاء، قالت إسرائيل إنها شنت هجمات انتقامية على أهداف لحزب الله بعد هجوم صاروخي قالت إنه أسفر عن مقتل جندية إسرائيلية وقصف قاعدة عسكرية وإصابة عدة أشخاص آخرين.
وقال مصدران أمنيان لبنانيان إن امرأة وطفليها قُتلوا في هجوم إسرائيلي على قرية صوانة. وذكر حزب الله أن هجوما على قرية أخرى أسفر عن مقتل أحد مقاتليه.
واستمرت الجهود الدبلوماسية اليوم الأربعاء مع قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارته الأولى إلى مصر منذ أكثر من عقد. وذكر أن تركيا مستعدة للتعاون مع مصر لإعادة إعمار (DFM:EMAA) غزة بعد الحرب.
(شارك في التغطية معيان لوبيل ودان وليامز وإميلي روز من القدس ومايا الجبيلي من بيروت - إعداد أميرة زهران ومحمود سلامة وشيرين عبد العزيز ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)