من إبراهيم أبو مصطفى
رفح (قطاع غزة) (رويترز) - يلف أفراد من الأطقم الطبية في غزة شرائط من البلاستيك حول أذرع أطفال صغار في خيمة برفح لقياس محيط الذراع بحثا عن علامات الهزال في وقت تضرب فيه أزمة جوع أنحاء القطاع بعد أشهر من الحملة العسكرية الإسرائيلية.
فتاة صغيرة تبلغ عامين ونصف العام ترهل الجلد حول ذراعها الذي تقلص حجمه بعدما انخفض وزنها من 11 كيلوجراما قبل الحرب إلى سبعة كيلوجرامات فقط حاليا، حسبما قالت والدتها هناء طبش.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي إن البيانات المبدئية المستقاة من الاختبارات التي أجريت في غزة تظهر أن خمسة بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون حاليا من سوء التغذية الحاد.
وقال الطبيب محمد أبو سلطان، أحد أطباء فريق ميد جلوبال الذي يعمل مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن الظروف الصحية السيئة في غزة ونقص الغذاء يتسببان في انتشار سوء التغذية على نطاق واسع.
واتهمت وكالات إغاثة إسرائيل بعرقلة توصيل المساعدات إلى غزة، وقالت إن الجيش منع توزيعها خارج المناطق الجنوبية المحيطة برفح. ويُعتقد أن أزمة الجوع أسوأ بكثير في المناطق الشمالية التي يصعب الوصول إليها.
ونفت إسرائيل وجود أي قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان وأرجعت أي مشكلات إلى قدرة الأمم المتحدة على التوزيع.
وقالت هناء طبش إن ابنتها كانت تعاني من نقص الوزن حتى قبل الحرب، لكن مع فرار الأسرة من منزلها في خان يونس والنزوح إلى رفح حيث يلجأ مليون شخص في ظروف قاسية، ضعفت أكثر وأكثر.
وأضافت "قبل الحرب كنت أجيبلها علاجات وفيتامينات ومكملات غذائية، بس لما صار الوضع الآن ماقدرتش أوصل لحل"، مضيفة أن ابنتها تعاني من تأخر النمو.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مسلحو حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري أسفر عن مقتل أكثر من 28500 شخص، معظمهم من المدنيين أيضا، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
وقال عمار عمار المدير الإقليمي للمناصرة والإعلام بمكتب يونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومقره الأردن، إنه خلال الأسابيع المقبلة سيكون هناك ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل في غزة معرضين للخطر نتيجة سوء التغذية الذي يتفاقم بسبب نقص مياه الشرب النظيفة.
وأضاف "وأيضا هناك تأثير مباشر فيما يتعلق بالنمو البدني والقدرة المعرفية والأداء المدرسي والإنتاجية في وقت لاحق من الحياة على هؤلاء الأطفال".
(إعداد عبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)