من كريسبيان بالمر
روما (رويترز) - استؤنفت في إيطاليا يوم الثلاثاء محاكمة أربعة رجال أمن مصريين متهمين باختطاف وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة بعد عامين ونصف من آخر جلسة، وسعى محامو الدفاع مرة أخرى إلى غلق القضية.
واختفى ريجيني، الذي كان طالبا في الدراسات العليا بجامعة كمبريدج البريطانية، في القاهرة في يناير كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريبا وأثبت فحص الطب الشرعي أنه تعرض للتعذيب قبل موته.
ويزعم ممثلو ادعاء إيطاليون أن أربعة مسؤولين بأجهزة الأمن المصرية تورطوا في جريمة القتل لكنهم لم يتمكنوا من تعقبهم لإصدار أوامر استدعاء بحقهم لذا يحاكمون غيابيا.
بدأت الإجراءات أساسا في أكتوبر تشرين الأول 2021 لكنها توقفت مؤقتا على الفور بعد قبول القاضي حجج محامي الدفاع، الذين عينتهم المحكمة، بأن المحاكمة ستكون باطلة إذا لم يكن هناك دليل على أن المتهمين على علم بالتهم الموجهة إليهم.
وطعن الادعاء العام على القرار ودحضت أعلى محكمة في إيطاليا هذه المخاوف العام الماضي وقالت إن إخفاق مصر في التعاون بشأن تحديد مكان المشتبه بهم لا ينبغي أن يعيق المحاكمة.
وطالب محامو الدفاع مرة أخرى يوم الثلاثاء بإلغاء المحاكمة. وقالوا إنه لم يتضح ما إذا كان المشتبه بهم لا يزالون على قيد الحياة أو أنه تم التعرف عليهم بالشكل الصحيح.
وسيراجع القضاة الطلب وحددوا موعدا للجلسة التالية في 18 مارس آذار.
وحقق مدعون إيطاليون ومصريون في القضية سويا لكنهم توصلوا إلى استنتاجات مختلفة.
وقالت مصر إن ريجيني قُتل على أيدي عصابات إجرامية ونفت أي تورط للدولة في اختفائه أو وفاته.
ويقول ممثلو الادعاء الإيطاليون إن الرائد مجدي شريف من المخابرات العامة، واللواء طارق صابر من قطاع الأمن الوطني، والعقيد هشام حلمي من الشرطة، والعقيد آسر كمال وهو رئيس سابق لمباحث مرافق (TADAWUL:2083) القاهرة ضالعون في التدبير "لاختطاف مصحوب بإحداث إصابات جسدية خطيرة للضحية".
والرائد شريف متهم أيضا "بالتخطيط لارتكاب جريمة القتل العمد".
ولم يرد المشتبه بهم علنا قط على هذه الاتهامات.
* إعاقة التحقيق
كان ريجيني في القاهرة لإجراء بحث حول النقابات المستقلة في مصر من أجل أطروحته للدكتوراه. ويقول رفاقه إنه كان مهتما أيضا بهيمنة الدولة والجيش طويلة الأمد على الاقتصاد المصري. وكلا الموضوعين حساسان في مصر.
ويقول ممثلو الادعاء إن لديهم أدلة تثبت أن شريف عين مخبرين لتعقب ريجيني وانتهى الأمر بالقبض عليه في محطة مترو بالقاهرة. وتقول لائحة الاتهام إن شريف ومسؤولين مصريين آخرين مجهولين قاموا بعد ذلك بتعذيب ريجيني على مدار عدة أيام مما تسبب له في "معاناة جسدية شديدة".
وعندما انطلقت المحاكمة في البداية عام 2021، قال المدعي سيرجو كولايوكو للمحكمة إن مصر حاولت إعاقة التحقيق وحالت دون إبلاغ المشتبه بهم بالتهم الموجهة إليهم.
وتسببت القضية في توتر العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا ومصر. لكن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني شدد يوم الثلاثاء على ضرورة وجود علاقات جيدة مع القاهرة في الوقت الذي يعمل فيه البلدان سويا على تخفيف المعاناة في قطاع غزة.
وقال تاياني للصحفيين "يجب معرفة الحقيقة ومحاسبة الجناة. لكن هذا لا علاقة له بما يحدث في إسرائيل وقطاع غزة والشرق الأوسط".
وأضاف "إذا أردنا إنقاذ حياة البشر، يجب علينا القيام بذلك مع المصريين".